وَكِلاَهُمَا عِنْدِي فَيَوْمٌ وَاحِدٌ **** وَعُرُوجُهُمْ
فِيهِ إِلَى الدَّيَّانِ
فَالأَْلْفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِمْ **** وَصُعُودِهِمْ
نَحْوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي
هَذِي السَّمَاءُ فَإِنَّهَا قَدْ قُدِّرَتْ**** خَمْسِينَ فِي عَشْرٍ وَذَا صِنْفَانِ
لَكِنَّمَا الخَمْسُونَ أَلْفَ مَسَافَةِ السْـ **** ـسَبْعِ
الطِّبَاقِ وَبَعْدُ ذِي الأكْوَانِ
****
فهما يومان
مختلفان ليس العروج الَّذي في سورة المعارج ([1])
هو العروج الَّذي في سورة السجدة ([2])،
بل هما عروجان مختلفان، هذا في وقت وهذا في وقت، ولا تنافي بينهما.
لا يرضى ابنُ القيِّم هذا التفريق؛ فيقول: هُما يومٌ
واحد ما بينهما فرْقٌ.
الجواب الَّذي ارتضاه أنَّ اختلافَ الآيتين في التقديرِ إنَّما هو اختلافُ السُّرْعَةِ في الصُّعُودِ، فَالصُّعُودُ مُختلفٌ، فمنه نوعٌ يكونُ في ألفِ سنةٍ، ومنه نوعٌ يكون في خمسينَ ألفَ سَنةٍ، فهذا الاختلافُ لاِختلافِ نوعِ الصُّعود، مثلاً: السَّائِرُونَ في الطريقِ منهم من يقطَعُه في يَوْمٍ، وَمِنهم من يقطَعُه في عشَرَةِ أيَّامٍ؛ لاختلاف السَّيْرِ، فالمُسْرِع يقطعُه بسرعة، والمتباطئ يقطعه ببطْءٍ؛ فهو راجعٌ إلى اختلاف السَّيْرِ،
([1]) المذكور في قوله تعالى: ﴿ تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ ﴾ [المعارج: 4].