وَاخْتَارَهُ الْحَسَنُ الرِّضَا وَرَوَاهُ عَنْ **** بَحْرِ العُلُومِ
مُفَسِّرِ القُرْآنِ
وَيُرَجِّحُ الْقَوْلَ الَّذي قَدْ قَالَهُ **** سَادَاتُنَا فِي
فَرْقِهِمْ أَمْرَانِ
إِحْدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحِ لِمَانِعٍ **** لِزَكَاتِهِ مِنْ
هَذِهِ الأَْعْيَانِ
يُكْوَى بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ ظَهْرُهُ **** وَجَبِينُهُ
وَكَذَلِكَ الجَنْبَانِ
خَمْسُونَ أَلْفًا قَدْرُ ذَاكَ اليومِ فِي**** هَذا الحَدِيثِ
وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
فَالظَّاهِرُ اليَوْمَانِ فِي التَّوْجِهَيْنِ
يَوْ**** مٌ وَاحِدٌ مَا إِنْ هُمَا يَوْمَانِ
****
اختارَ القولَ الَّذي رجَّحَهُ النَّاظِمُ جماعةٌ: منهم
الحسنُ، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
يعني قوله تعالى في مانع الزكاة: ﴿يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ﴾ [التوبة: 35] يعني أنَّ الذهبَ والفِضَّة التي لا تخرجُ زكاتُها فإنها تُحضر يومَ القيامة، وتُحْمَى في نارِ جهنَّم، وتُكْوَى بها جباهُهم وظهورُهم وجنوبُهم ﴿هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ﴾ [التوبة: 35]، يعني لم تُخرجوا زكاتَه، وكمِ المُدَّةُ التي يُكْوَى بها؟ ﴿فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ﴾ [المعارج: 4] كما في الحديث الصحيح ([1]).
([1]) ورد في «صحيح مسلم» رقم (987) عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ، لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلاَّ إِذَا كانَ يومَ القيامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ».