الثاني: أنَّ المراد بالسماء:
السَّبْع الطِّباق المَبْنِيَّة، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ﴾ [الطلاق: 12]. وتكون «في» بمعنى «على» فمعنى ﴿مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [الملك: 16] على السماء و«في» في اللغة العربية تأتي
بمعنى: «على» كما في قوله: ﴿فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
[آل عمران: 137] يعني: على الأرض، وقوله تعالى فيما حكاه عن فرعون: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ
فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ﴾
[طه: 71] يعني: على جذوع النخل، وعلى كلا التفسيرين، فالآيات فيها إثبات العُلُوِّ
لله تعالى فوق سماواته. قوله: «بِلاَ حُسْبَانِ»: يعني بلا عَدَد، بل هي أدلَّة
كثيرة، لكن من أظْهَرِها هذه الآيات وهذه الأحاديث.
وقوله: «فَاسْتَحْضِرِ الوَحْيَيْنِ» المراد بالوحيين:
الكتاب والسُّنَّة؛ لأنّهما وحيٌ من الله سبحانه وتعالى، القرآن وحيٌ من الله،
والسنة وحيٌ من الله، كما قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ
يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3 - 4]، والله جل
وعلا أخبر أنَّ السُّنَّة وحيٌ يُوحَى مِن الله سبحانه وتعالى، وليس هي من عند
الرسولِ صلى الله عليه وسلم، إنَّما الَّذي من عِند الرَّسُول هو اللفظ.
أمّا معنى الأحاديث: فوحيٌ من الله سبحانَه وتعالى، أمّا
القرآن، فإنّه من الله لفظُه ومعناه.
إِذا سمعت هذه النصوص وجب عليك الإيمان بها وإثباتُها من غير تشكك وحيرة؛ لأنها كلام الله سبحانه وتعالى، وهو حَقٌّ، لا شكَّ فيه، فلا تفعل مثل ما تفعلُ الفِرَقُ الضالة إذا سَمِعتْ هذه النصوص حَصَل عندها حيرة واضطراب ونُفور؛ لأنّ فِطَرَها قد تغيَّرت، وتكدَّرت بالشُّبُهات، فهم إذا