فصل
****
هَذَا وَثَانِي عَشْرِهَا وَصْفُ الظُّهُو **** رِ لَهُ كَمَا
قَدْ جَاءَ فِي القُرْآنِ
وَالظَّاهِرُ العَالِي الَّذي مَا فَوْقَهُ **** شَيْءٌ كَمَا
قَدْ قَالَ ذُو البُرْهَانِ
حَقًّا رَسُولُ اللهِ ذَا تَفْسِيرُهُ **** وَلَقَدْ رَوَاهُ
مُسْلِمٌ بِضَمَانِ
فَاقْبَلْهُ لاَ تَقْبَلْ سِوَاهُ مِنَ التَّفَا **** سِيرِ الَّتِي
قِيلَتْ بِلا بُرْهَانِ
****
الدَّلِيلُ
الثاني عَشر من أدِلَّة العُلُوِّ أنَّ اللهَ وصفَ نفسَه بقوله: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ
وَٱلۡأٓخِرُ﴾ [الحديد: 3]، والظاهر
معناه: الَّذي ليس فوقه شيءٌ كما فسره النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ
قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ
فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ» ([1])،
فَالظاهر معناه: العالِي عَلَى خلقه الَّذي ليس فوقه شيءٌ، وهذا تفسيرٌ مِن
النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهو حُجَّةٌ قاطعةٌ، أمّا مَن يُفسِّرُ ظهورَ الله
بأنَّهُ الَّذي قامت الأدلَّةُ على وجوده، فهذا تفسيرٌ يخالف النصَّ فهو تفسيرٌ
مردودٌ.
الرسولُ صلى الله عليه وسلم لمَّا فسَّر الظاهر بأنّه الَّذي ليس فوقَه شيءٌ، تعيَّنَ القولُ به؛ لأنّ التفسير إذا جاء من الرسولِ صلى الله عليه وسلم فلا قولَ لغيره معه، وقد ورد في حديث صحيح رواه مسلم.
الصفحة 1 / 445