×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَالشَّيْءُ حِينَ يَتِمُّ مِنْهُ عُلُوُّهُ **** فَظُهُورُهُ فِي غَايَةِ التِّبْيَانِ

أَوَ مَا تَرَى هَذِي السَّمَا وَعُلُوَّهَا **** وَظُهُورَهَا وَكَذَلِكَ القَمَرَانِ

وَالعَكْسُ أَيْضًا ثَابِتٌ فَسُفُولُهُ **** وَخَفَاؤُهُ إِذْ ذَاكَ مُصْطَحِبَانِ

****

يقول: إن الشيء إذا كان عاليًا على غيره فإن ظهوره يكون بيّنًا واضحًا ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ» ([1]) وذلك لكمال علوِّه سبحانه.

الكون ينقسم إلى قسمين: قسمٌ ظاهر، وهو العالي كالسماء وقسمٌ باطن: وهو التحتاني، والله سبحانه وتعالى يوصف بأشرف القسمين، وهو «العُلُوُّ»، ولا يوصف بالسفل.

يعني أن الخفاءَ ملازم للسُّفول، وأنَّ الظهورَ ملازم للعُلُوِّ فالله سبحانه لما كان عاليًا فوق مخلوقاته كان ظاهرًا، انظر إلى المخلوقات، تجد أنَّ السماءَ عالية، وتجد الأرض تحتها، وتجد الأفلاك والكواكب فوق الأرض تدورُ عليها، فالشمس والقمر والنجوم كلُّها تدور على الأرض، عكس ما يقولُهُ المنحرفون الآنَ، أنّ الأرض وسائر الكواكب تدور على الشمس يُسَمُّونَها «المجموعة الشمسيَّة» هذا انتكاس، وعدم إقرار بالسموات، وأنه ما هناك إلا أفلاك وكواكب فقط، ما فيه سماوات، ولا فيه عرش عندهم،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).