×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فَانْظُرْ إِلَى عُلْوِ المُحِيطِ وَأَخْذِهِ **** صِفَةَ الظُّهُورِ وَذَاكَ ذُو تِبْيَانِ

****

 وهذا يؤول إلى أنّه ليس فيه ربٌّ، وإنّما هي طبيعة، هذا كلام الملاحدة، هذا القول يؤول إليه، وأمّا الأدلة والفطرة والواقع أنَّ الأرضَ هي المركز، وأنَّ الأفلاك تدور عليها، ومنها فلك الشمس والقمر، والنجوم كلُّها تدور على الأرض بالأفلاك، هذا شيء مشاهد ومن البَدَائِهِ، كما يدلُّ عليه ظاهرُ القرآن أيضًا أنَّ الشمس تدور على الأرض، قال تعالى: ﴿وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ [يس: 38] والقمر والنجوم تطلُع من المشرق، وتغيب من المغرب، هذا يدلُّ على أنها تدورُ على الأرض، فإذا جاءت من المشرق ظهرت لنا، وإذا غربت من المغرب معناها: أنها دارت على النصف الثاني من الكرة الأرضيَّة فظهرت على أُناسٍ غيرنا، وغابت عنْ النصف الَّذي نحنُ فيه، وهكذا دواليك إلى أنْ تقومَ الساعةُ، والأرض مستقرَّةٌ كما قال تعالى: ﴿أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا [النمل: 61] ثابتة، لكِنَّ هؤلاءِ لا يحتجُّون بالوحي ولا بالقرآن، وإنما يحتجُّون بأقوال الفلاسفةِ والملاحدة ويقولون: هذه حقائق ثابتة.

وانظر إلى مُحيط الأشياء ومركَزِها، فإن المحيط لتمام عُلُوِّهِ في غاية الظهور، والمركز لسفوله في غاية الخفاء، وكذلك الكون.


الشرح