وَانْظُرْ خَفَاءَ المَرْكَزِ الأدْنَى وَوَصْـ **** ـفَ السُّفْلِ
فِيهِ وَكَوْنَهُ تَحْتَانِي
وَظُهُورُهُ سُبْحَانَهُ بِالذَّاتِ مِثْـ **** ـلُ عُلُوِّهِ
فَهُمَا لَهُ صِفَتَانِ
لاَ تَجْحَدَنَّهُمَا جُحُودَ الجَهْمِ أَوْ **** صَافَ الكَمَالِ
تَكُونُ ذَا بُهْتَانِ
وَظُهُورُهُ هُوَ مُقْتَضٍ لِعُلُوِّهِ **** وَعُلُوُّهُ لِظُهُورِهِ
بِبَيَانِ
****
هذا من جهة
اللغة: أنَّ الظاهر يُطلق على الَّذي ليس فوقه غيره، تقول: ظاهر الثوب كذا وكذا،
وباطنه كذا وكذا: فظاهر الشيء أعلاه، وباطنُه أسفله، وهكذا الكون محيطه أعلاه
ومركزه أسفله.
يقول: إنَّ الله سبحانه هو
الظَّاهِرُ بذاته فوقَ مخلوقاتِه كما أنه العالي بذاته فوق مخلوقاته؛ فظُهُوره
وعلُوُّه بمعنًى واحدٍ.
يقول: لا تجحد الظهورَ والعُلُوَّ
لله سبحانه فوق مخلوقاته تكن مثل الجَهْم بن صفوان المعطّلِ لأسماء الله وصفاته.
الظهور والعلو بمعنًى واحد، فالظهور هو العُلُوّ، والعُلُوّ هو الظُّهُور لا فَرْقَ بينهما.