وَتَصِيرُ أَبْصَارُ العِبَادِ نَوَاظِرًا ****حَقًّا إِلَيْهِ
رُؤْيَةً بِعِيَانِ
لاَ رَيْبَ أَنَّهُمْ إِذَا قَالُوا بِذَا **** لَزِمَ العُلُوُّ
لِفَاطِرِ الأَكْوَانِ
وَيَكُونُ فَوْقَ الْعَرْشِ جَلَّ جَلاَلُهُ **** فَلِذَاكَ نَحْنُ
وَحِزْبُهُمْ خَصْمَانِ
لَكِنَّنَا سِلْمُ وَأَنْتُمْ إِذْ تَسَا **** عَدْنَا عَلَى نَفْيِ العُلُوِّ لِرَبِّنَا
الرَّحْمَنِ
فَعُلُوُّهُ عَيْنُ المُحَالِ وَلَيْسَ فَوْ **** قَ الْعَرْشِ
مِنْ رَبٍّ وَلاَ دَيَّانِ
لاَ تَنْصُبُوا مَعَنَا الخِلاَفَ فَمَا لَهُ **** طَعْمٌ فَنَحْنُ
وَأَنْتُمُ سِلْمَانِ
هَذَا الَّذي وَاللهِ مُودَعُ كُتْبِهِمْ **** فَانْظُرْ تَرَى
يَا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
****
يقول هذا
الأشعري للمعتزلة: قد اتَّفقنا وإيَّاكم على نفْيِ العُلُوِّ فَلا تكون
مخالفتنا لكم في الرؤيةِ مسببةً للفُرقةِ بيننا وبينكم ما دُمنا اتَّفقنا على نفيِ
العُلُوِّ؛ فدَعُونا نقاتل عدُوَّنا المُشْتَرَك، وهم أهل السُّنَّةِ.
يقول: هذا الباطلُ الَّذي ذكرْنا هو
الَّذي في كُتبِ المعتزلة والأشاعرة، اقرأها ترى ما ذكرناه، وهذا في حقِّ مَنْ
عندَه تمكُّن من العِلْم، أمّا الَّذي ليس عنده تمكُّن فلا ينبغي له أن يقرأ
كُتُبَهم؛ لِئَلاَّ يَنْخَدِعَ بها.
***
الصفحة 5 / 445