هَذَا وَمَا كَانَ الْجَوَابُ جَوَابُ مَنْ **** لَكِنْ جَوَابُ
اللَّفْظِ بِالْمِيْزَانِ
كَلاَّ وَلَيْسَ لِـ «مَنْ» دُخُولُ قَطُّ فِي **** هَذَا السِّيَاقِ
لِمَنْ لَهُ أُذْنَانِ
دَعْ ذَا، فَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ بِنَفْسِهِ **** أَيْنَ
الإِْلَهُ؟ لِعَالِمٍ بِلِسَانِ
****
هذا ردٌّ على
الذين أَوَّلُوا الحديثَ فقالوا: «أَيْنَ اللهُ» معناها: «مَنْ اللهُ» فيكون
السَّائِلُ يسأَلُ: «مَنِ اللهُ؟» وهذا لمْ يأْتِ في اللُّغة، أَنَّ «أَيْنَ؟»
معناها: «مَنْ؟» والسَّائِل لَمْ يسأَلْ: مَنِ اللهُ؟ وإِنَّما سَأَلَ: أَيْنَ
اللهُ؟ فبيْنهما فرْقٌ؛ لأَنَّ السُّؤَالَ بِـ «مَنْ» ؟ له جوابٌ غيرُ جوابِ
السُّؤَال بِـ «أَيْنَ» ؟ كما قال فِرْعَونُ: ﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ ٤٩قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ
أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ ٥٠﴾
[طه: 49- 50] وَأَمَّا السُّؤَال بِأَيْنَ اللهُ فيُجابُ عنه بأَنَّه في السَّماء،
فجواب «أَيْنَ» يختلف عن جواب «مَنْ».
لفظ «مَنْ» ليس له مُناسَبةٌ في هذا السِّياق أَبَدًا،
فلا يَصِحُّ التَّفسيرُ به.
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: «أَيْنَ اللهُ؟» حين سَأَلَ الجَارِيَةَ بلفظ الأَْيْنَ فدلَّ على أَنَّه يُقال: «أَيْنَ اللهُ؟».