«وَالأَْيْنَ» أَحْرُفُهَا ثَلاَثٌ وَهِيَ ذُو**** لَبْسٍ وَ«مَنْ»
هِيَ غَايَةُ التِّبْيَانِ
وَاللهِ مَا الْمَلَكَانِ أَفْصَحُ مِنْهُ إِذْ **** فِي الْقَبْرِ
مِنْ رَبِّ السَّمَا؟ يَسَلاَنِ
وَيَقُولُ أَيْنَ اللهُ يَعْنِي مَنْ فَلاَ **** وَاللهِ مَا
اللَّفْظَانِ مُتَّحِدَانِ
كَلاَّ وَلاَ مَعْنَاهُمَا أَيْضًا لِذِي **** لُغَةٍ وَلاَ
شَرْعٍ وَلاَ إِنْسَانِ
****
هذا فرْقٌ ثانٍ،
أَنَّ «مَنْ» أَوْضَحُ مِنْ «أَيْنَ» فكان المُناسِبُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم بالواضح ويتْرُك الذي فيه لَبْسٌ.
المَلَكانِ يسْأَلاَنِ الميِّتَ في القبْر فيقولان له: «مَنْ رَبُّكَ» ([1])
ولا يقولان: أَيْنَ رَبُّكَ؟ وليس المَلَكانِ بأَفْصَحَ مِنَ الرَّسُول. لكنَّ
المَقامَ يخْتلف وكلُّ مَقامٍ له مَقالٌ.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (18534)، والحاكم رقم (107)، والبيهقي في «الشعب» رقم (390).
الصفحة 4 / 445