×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَلأَِجْلِهَا قَالُوا بِأَنَّ اللهَ لَمْ **** يَقْدِرْ عَلَى إِيْمَانِ ذِي الْكُفْرَانِ

وَلأَِجْلِهَا حَكَمُوا عَلَى الرَّحْمَنِ بِالشْـ  **** شَرْعِ المُحَالِ شَرِيْعَةُ البُهْتَانِ

وَلأَِجْلِهَا هُمْ يُوجِبُونَ رِعَايَةً **** لِلأَْصْلَحِ الْمَوجُودِ ذِي الإِْمْكَانِ

حَقًّا عَلَى رَبِّ الْوَرَى بِعُقُولِهِمْ **** سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذِي السُّبْحَانِ

****

ولأَجْل هذه الأُصُولِ الباطلةِ يقولون: إِنَّ اللهَ لا يقْدِر على هداية الضَّالِّ، ولا يقْدِر على إِصْلاح الفاسد، وإِنَّما العبْد هو الذي يُصْلِح ويُفْسِدُ بدون أَنْ يكونَ للهِ مشيئةٌ أَوْ إِرَادةٌ أَوْ تدخُّلٌ فيه، وكَفَى بهذا ضلالاً - والعياذ بالله - لأَنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ يهدي مَن يَشَاءُ ويُضلُّ مَنْ يَشَاءُ، وهو القادر على إِصْلاحِ الفاسد وإِفْسادِ الصَّالح لحِكْمةٍ منْه سبحانه وتعالى.

ومِنْ تفْريعاتِهم الباطلةِ على هذه الأُصُولِ أَنَّهم يُوجِبون على الله فِعْلَ الأَصْلَحِ، واللهُ جل وعلا لا يجب عليه شيءٌ إِلاَّ ما أَوْجَبَه هو على نفْسِه تفضُّلاً منْه كما قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الروم: 47] هذا حقٌّ أَوْجَبَه على نفْسِه، أَمَّا النَّاسُ فلا يُوجِبون على الله شَيْئًا، تَعَالَى اللهُ عنْ ذلك، وسُبْحَانَهُ عمَّا يقولون مِنْ هذه الأَبَاطيلِ، والذي أَوْصَلَهم إِلَى هذا: أَنَّهم اعْتَمَدُوا على عُقولِهم وأَفْكَارِهم وتَرَكُوا أَدِلَّةَ الكِتابِ والسُّنَّةِ، ولا هدايةَ إِلاَّ باتِّباع الكتابِ والسُّنَّةِ، فمَنْ تَرَكَهُمَا واعْتَمَدَ على أَدِلَّة العقْل وقواعدِ المَنْطِق، وَقَعَ في الضَّلال.

***


الشرح