×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

مِنْ أَجْلِ هَاتِيكَ الأُْصُولِ وَخُلِّدُوا **** أَهْلُ الْكَبَائِرِ فِي لَظَى النِّيْرَانِ

وَلأَِجْلِهَا نَفَوُا الشَّفَاعَةَ فِيْهِمُ **** وَرَمَوا رُوَاةَ حَدِيثِهَا بِطَعَانِ

وَلأَِجْلِهَا قَالُوا بِأَنَّ اللهَ لَمْ **** يَقْدِرْ عَلَى إِصْلاَحِ ذِي الْعِصْيَانِ

****

 هذا هو إِنْفاذُ الوعيد عندهم ومعناه: تخْليدُ أَصْحاب الكبائِرِ في النَّار، خلافًا للنُّصوص الدَّالةِ على أَنَّ أَصْحابَ الكبائِرِ لا يُخلَّدون في النَّار إِذَا دَخَلُوها، بل يخرجون منها بإِيْمَانِهم وتوحيدِهم، وقدْ يَعْفُو اللهُ عنهم فلا يدخلونها أَصْلاً.

ترتَّب على قولهم بإِنْفاذ الوعيد نفْيُ الشَّفاعة التي ثَبَتَتْ بالكتابِ والسُّنَّةِ فقالوا: إِنَّ مَن دَخَلَ النَّارَ لا يخرج مِنْها لا بشفاعةٍ ولا بغيرِها، مع أَنَّه ثَبَتَ في الحديث: أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم يَشْفَعُ لِبَعْضِ الْعُصَاةِ ([1])، وَالأَْوْلِيَاءَ يَشْفَعُونَ، وَالأَْفْرَاطَ يَشْفَعُونَ، فالشَّفاعةُ حقٌّ وهي لا تكون إِلاَّ للمُؤْمِن العاصي، أَمَّا الكافرُ فإِنَّها لا تنفعُهُ شفاعةُ الشَّافِعِين.

ولأَجْل نفْيِهم القَدَر قالوا: إِنَّ اللهَ لا يقْدِر على إِصْلاح ذِي العِصْيان؛ لأَنَّ العبْدَ يستقلُّ بفعْله بدون تقْدير الله عز وجل فهو يُطِيع ويعصي بفعْله، دون تقدير الله، هذا مِن ثمار هذه الأُصُولِ الخبيثةِ التي أصَّلُوها مِن عند أَنْفُسِهم، خلاف الأُصُول التي جَاءَتْ بها الرُّسُلُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4739)، والترمذي رقم (2435)، وأحمد رقم (13222).