×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

تِلْكَ الأُْصُولُ لِلاِعْتِزَالِ وَكَمْ لَهَا **** فَرْعٌ فَمِنْهُ الْخَلْقُ لِلْقُرْآنِ

وَجُحُودُ أَوْصَافِ الإِْلَهِ وَنَفْيُهُمْ **** لِعُلُوِّهِ وَالْفَوْقِ لِلرَّحْمَنِ

وَكَذَاكَ نَفْيُهُمُ لِرُؤْيَتِنَا لَهُ  **** يَومَ اللِّقَاءِ كَمَا يُرَى الْقَمْرَانِ

وَنَفَوا قَضَاءَ الرَّبِّ وَالْقَدَرِ الَّذِي **** سَبَقَ الْكِتَابُ بِهِ هُمَا حَتْمَانِ

****

 ممَّا ترتَّب على هذه الأُصُولِ الباطلةِ: القولُ بخلْق القرآن، الذي هو فرْعٌ عن الأَصْلِ الأَوَّلِ الذي هو عندهم التَّوحيدُ، فالتَّوحيدُ عندهم نفْيُ الصِّفات، ومن ذلك نفْيُ الكلام فقالوا: إِنَّ الله ليس له كلامٌ وإِنَّما كلامُه مخلوقٌ مثْلُ سائِرِ مخلوقاته.

كلُّ هذا متفرِّعٌ عن الأَوَّل وهو نفْيُ الصِّفات ومنها الرُّؤْيةُ.

هذا معنى العدْل عندهم: وهو نفْيُ القَضَاءِ والقَدَرِ؛ لأَنَّ إِثْباتَ القضاءِ والقَدَرِ يقتضي الظُّلْم عندهم، يقولون: كيف يُقدِّر الكُفْرَ على العبْد ثُمَّ يُعذِّبه عليه؟ ونحن نقول: إِنَّ الثَّوابَ والعِقابَ يتعلَّقان بفعل العبْد لا بمُجرَّد القضاءِ والقَدَرِ.


الشرح