تِلْكَ الأُْصُولُ لِلاِعْتِزَالِ وَكَمْ لَهَا **** فَرْعٌ فَمِنْهُ
الْخَلْقُ لِلْقُرْآنِ
وَجُحُودُ أَوْصَافِ الإِْلَهِ وَنَفْيُهُمْ **** لِعُلُوِّهِ
وَالْفَوْقِ لِلرَّحْمَنِ
وَكَذَاكَ نَفْيُهُمُ لِرُؤْيَتِنَا لَهُ **** يَومَ اللِّقَاءِ
كَمَا يُرَى الْقَمْرَانِ
وَنَفَوا قَضَاءَ الرَّبِّ وَالْقَدَرِ الَّذِي **** سَبَقَ الْكِتَابُ
بِهِ هُمَا حَتْمَانِ
****
ممَّا ترتَّب
على هذه الأُصُولِ الباطلةِ: القولُ بخلْق القرآن، الذي هو
فرْعٌ عن الأَصْلِ الأَوَّلِ الذي هو عندهم التَّوحيدُ، فالتَّوحيدُ عندهم نفْيُ
الصِّفات، ومن ذلك نفْيُ الكلام فقالوا: إِنَّ الله ليس له كلامٌ وإِنَّما كلامُه
مخلوقٌ مثْلُ سائِرِ مخلوقاته.
كلُّ هذا متفرِّعٌ عن الأَوَّل وهو نفْيُ الصِّفات ومنها
الرُّؤْيةُ.
هذا معنى العدْل عندهم: وهو نفْيُ القَضَاءِ والقَدَرِ؛ لأَنَّ إِثْباتَ القضاءِ والقَدَرِ يقتضي الظُّلْم عندهم، يقولون: كيف يُقدِّر الكُفْرَ على العبْد ثُمَّ يُعذِّبه عليه؟ ونحن نقول: إِنَّ الثَّوابَ والعِقابَ يتعلَّقان بفعل العبْد لا بمُجرَّد القضاءِ والقَدَرِ.