×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَاللهِ مَا قَالَ الْمُجَسِّمُ مِثْلَ مَا **** قَدْ قَالَهُ ذَا الْعَالِمُ الرَّبَّانِي

فَارْمُوهُ وَيْحَكُمُ بِمَا تُرْمَوْا بِهِ **** هَذَا الْمُجَسِّمُ يَا أُوْلِي الْعُدْوَانِ

أَوْ لاَ فَقُولُوا إِنَّ ثَمَّ حَزَازَةً  **** وَتَنَفُّسَ الصُّعَداءِ مِنْ حَرَّانِ

فَسَلُوا اللهَ شِفَاءَ ذَا الدَّاءِ العُضَا**** لِ مُجَانِبِ الإِْسْلاَمِ وَالإِْيْمَانِ

****

 انظرْ كُتُبَ الأَشْعَريِّ الأَرْبعةَ تَجِدْ أَنَّه مُصرِّحٌ بعُلُوِّ الله واسْتِوائِه على عرشه، وأَنَّه على مذهب أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ في ذلك، وهذا رجوعٌ منْه عن مذهبه الأَوَّلِ الذي هو مذهب الكُلاَّبيَّة. المُعطِّلة يُسمُّون الذي يُثبِت العُلُوَّ مُجسِّمًا فالحنابلةُ عندهم مُجسِّمةٌ؛ لأَنَّهم يُثْبِتون الصِّفات كالعُلُوِّ، وإِثْباتُ الصِّفاتِ عندهم يقتضي التَّجْسِيمَ، فلذلك يُسمُّون الحنابلةَ بالمُجسِّمة، فالشَّيْخُ يقول: إِنَّ أَبَا الحَسَنِ الأَشْعرِيَّ قدْ قال مقالةً هي أَوْضح مِن مقالة المُجسِّمة كما تُسمُّونهم وهُمُ الحنابلةُ، فلْيَكُنْ إِمَامُكم الذي تنتسبون إِلَيه مِن المُجسِّمة.

إِذَا لَمْ تعترفوا بهذا فهذا يدلُّ على أَنَّ الذي عندكم هو حِقْدٌ وحَرَارَةٌ شديدةٌ على أَهْل الإِيْمان وتنفُّسُ الصُّعداء يُقال: تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ، يعني أَظْهَرَ ما في صدره مِن الحرارةِ والكَتْمِ الذي فيه، وتَنَفَّسَ تنفُّسَ مهمومٍ، فأَنْتُمْ كذلك تُريدون أَنْ تُظهروا ما في صدوركم مِن الحِقْد على مَنْ أَثْبَتَ ذلك.


الشرح