×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

لَكِنْ زِنُوهَا بِالنُّصُوصِ فَإِنْ تَوَا **** فَقَهَا فَتِلْكَ صَحِيْحَةُ الأَْوْزَانِ

لَكِنَّكُمْ قدَّمْتُمُ أَقْوَالَهُمْ **** أَبَدًا عَلَى النَّصِّ الْعَظِيمِ الشَّانِ

وَاللهِ لاَ لِوَصِيَّةِ الْعُلَمَاءِ نَفْـ **** ـفَذْتُمْ وَلاَ لِوَصِيَّةِ الرَّحْمَنِ

****

غيرهم، والعِصْمةُ إِنَّما هي في كتاب اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، فيجب على طالب العلم أَنْ يكونَ عنده تبصُّرٌ في خلاف العلماء والْتماسُ الأعذار لهم، لكنْ لا يجوز له أَبَدًا أَنْ يَأْخُذَ بقولٍ يرى أَنَّه غيرُ صحيحٍ، بلْ يَأْخُذُ بالقولِ الصَّحيحِ حتَّى وإِنْ خَالَفَ قَوْلَ إِمَامِه الذي ينتسبُ إِلَيه، فالحقُّ أَحَبُّ إِلَى النَّفْس مِن كلِّ شيءٍ.

هذا كلامُهم رَحِمَهُمُ اللهُ، يقولون: لا تَأْخُذُوْا أَقْوَالَنا على التَّسليم ولكنْ زِنُوهَا بالكتابِ والسُّنَّةِ؛ لأَنَّ الذي يُؤْخَذُ بالتَّسليم هو الكتابُ والسُّنَّةُ، فإِنْ وَافَقَتْ فالحمدُ للهِ، وإِنْ خَالَفَتْ فاتْرُكُوها وخُذُوْا بالدَّليل، هذه وصاياهم.

لكِنَّكُمْ - أَيُّهَا المخالفون - عَكَسْتُمْ فقدَّمْتُمْ أَقْوَالَهم على النُّصُوص حتَّى في أَعْظم شيءٍ وهو العقيدةُ وهذا ضلالٌ مُبِينٌ.

لمْ تَأْخُذُوْا بوصيَّة العلماء بأَنْ تَأْخُذُوْا ما قَامَ عليه الدَّليلُ، وتتركوا ما خَالَفَه مِن أَقْوالهم، ولمْ تَأْخُذُوْا بوصيَّة الرَّحْمَنِ: في قوله أنزل إليكم من ربكم ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ [الأعراف: 3] فالله أَوْصَى بأَنْ تَتَّبِعوا ما يَتَّبَع كتابُه


الشرح