فصل
****
هَذَا وَثَامِنُ عَشْرِهَا تَنْزِيْهُهُ **** سُبْحَانَهُ عَنْ
مُوجِبِ النُّقْصَانِ
وَعَنِ الْعُيُوبِ وَمُوْجِبِ التَّمْثِيلِ
وَالتْـ **** ـتَشْبِيْهِ
جَلَّ اللهُ ذُو السُّلْطَانِ
****
الثَّامِنُ عشر مِن أَدِلَّة الْعُلُوِّ: أَنَّ اللهَ نَزَّهَ نفْسَه عن النَّقائِصِ ووَصَفَ نفْسَه بالكمال، فإِذَا جِئْنَا لمَسْأَلَةِ العُلُوِّ: هلْ هو نقْصٌ أَمْ كمالٌ؟ وجدْنا أَنَّ العُلُوَّ كمالٌ، ونفْيُ العُلُوِّ عنه سبحانه نقْصٌ، إِذًا فهذا مِن أَدِلَّة إِثْبات العُلُوِّ؛ لأَنَّه كمالٌ في حقِّه سبحانه وتعالى، واللهُ نزَّه نفسَه عن النَّقائِصِ في كثيرٍ من الآيات، حيث سبَّح نفْسَه، والتَّسبيح معناه: التَّنزيه، كقوله تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: 91]، ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الطور: 43] إِلَى غير ذلك، فنزَّه نفْسَه عن الشِّرْك وعن الكُفْر وعن النَّقائِصِ، ونفْيُ العُلُوِّ من النَّقْص فيُنزَّهُ عنه جل وعلا، ومادام الأَمْرُ كذلك فالعُلُوُّ صفةُ كمالٍ ونفْيُه صفةُ نقْصٍ، فمَنْ نَفَى عُلُوَّ الله على عرشه وفوق مخلوقاته فقدْ تَنَقَّصَه.
الصفحة 1 / 445