×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

لَكِنَّهُمْ عُبَّادُ أَوْثَانٍ لَدَى ****هَذَا الْمُعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحْمَنِ

وَلِذَاكَ قَدْ جَعَلَ الْمُعَطِّلُ كُفْرَهُمْ **** هُوَ مُقْتَضَى الْمَعْقُولِ وَالْبُرْهَانِ

هَذَا رَأَيْنَاهُ بِكُتُبِكُمْ وَلَمْ **** نَكْذِبْ عَلَيْكُمْ فِعْلَ ذِي الْبُهْتَانِ

****

ويعتبرون الذين يقولون: إِنَّ اللهَ استوى على العرش، إِنَّما يَعْبُدُونَ ربًّا متحيزًا في جهةٍ، وهذا غيرُ الله، كذا يقولون.

هذا على القاعدة عندهم: أَنَّ الصِّفات لا تكون إِلاَّ لجِسْمٍ، والأَجْسامُ مُتشابهةٌ، فيَلْزَمُ مِن إِثْبات الصِّفات تشبيهُ الله بخلْقه فإِثْباتُها يقتضي أَنَّ اللهَ جل وعلا يكون مِثْلَ أَوْثَانِ المشركين، هكذا يقولون، ولذلك قالوا: ليس للهِ اسْمٌ ولا صِفةٌ فاللهُ مُنزَّهٌ عن الأَسْماءِ والصِّفاتِ، ومسْلَكُهم في النُّصوص إِمَّا التَّأْوِيلُ أَوِ التَّفْويضُ.

وجَعَلُوا التَّعطيل هو الإِيْمانُ والتَّنْزيهُ، وجَعَلُوا إِثْباتَ الأَْسْماءِ والصِّفاتِ هو الكُفْرُ والتَّضْليلُ، هذا مِن مُغالطة العقول؛ إِذْ يكون القرآنُ جاء ليُضلِّل النَّاسَ لا لِيَهْديَهم.

إِذَا أَردْتَ أَنْ تعرفَ ما ذكرْناه عنهم فرَاجِعْ كتُبَهم، وهذه قاعدةٌ في كلِّ ما يُنْسَبُ إِلَى النَّاسِ والأَشْخاصِ والعلماءِ، فإِنَّه لا يُكتفى بالنَّقل عنهم. إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تحكُم عليهم فرَاجِعْ كلامَهم الذي صَدَرَ منهم في كتُبِهم التي ألَّفُوها. قالوها بأَفْوَاهِهم وكتَبُوهَا بأَيْدِيهم فإِنَّك إِذَا رَجعْتَ إِلى كتُبِهم تَجِدُ أَنَّ هذه المقالاتِ الشَّنيعةَ في كتُبِ الجَهْميَّةِ


الشرح