×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

أَيَكُونُ تَنْزِيلاً مِنَ الرَّحْمَنِ وَالرْ **** رَحْمَنُ لَيْسَ مُبَايِنَ الأَكْوَانِ

وَكَذَا نُزُولُ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ **** فِي النِّصْفِ مِنْ لَيْلٍ وَذَاكَ الثَّانِي

فَيَقُولُ لَسْتَ بِسَائِلٍ غَيْرِي بِأَحْـ  **** ـوَالِ العِبَادِ أَنَا العَظِيمُ الشَّانِ

مَنْ ذَاكَ يَسْأَلُنِي فَيُعْطَى سُؤْلَهُ **** َنْ ذَا يَتُوبُ إِليَّ مِنْ عِصْيَانِ

مَنْ ذَاكَ يَسْأَلُنِي فَأَغْفِرَ ذَنْبَهُ **** فَأَنَا الوَدُودُ الوَاسِعُ الغُفْرَانِ

مَنْ ذَا يُرِيدُ شِفَاءَهُ مِنْ سُقْمِهِ **** فَأَنَا القَرِيبُ مُجِيبُ مَنْ نَادَانِي

ذَا شَأْنُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ **** حتَّى يَكُونَ الفَجْرُ فَجْرًا ثَانِي

****

 كذلك مِن أدلَّةِ العُلُوّ ما صحَّ في الحديث: في قولِه صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ» ([1])فنزوله جل وعلا يدلُّ على عُلُوِّهِ؛ لأنَّ النزول لا يكون إلا من أعلى.

يعني أنه سبحانه لا يزال يقولُ: «مَنْ يَدْعُونِي»، إلخ حتَّى يطْلُعَ الفجرُ الثَّانِي.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).