يَا قَوْمُ لَيْسَ نُزُولُهُ وَعُلُوُّهُ **** حَقًّا
لَدَيْكُمْ بَلْ هُمَا عَدَمَانِ
وَكَذَا يَقُولُ لَيْسَ شَيْئًا عِنْدَكُمْ **** لاَ ذَا وَلاَ
قَوْلٌ سِوَاهُ ثَانِي
كُلٌّ مَجَازٌ لاَ حَقِيقَةَ تَحْتَهُ **** أوِّلْ وَزِدْ
وَانْقُصْ بِلاَ بُرْهَانِ
****
هذا ردٌّ على نُفاة العُلُوِّ، يقول: هذا عندكم ليس بحق،
يعني كلام الله وكلام الرسول ليس بحقٍّ عندكم؛ لأنكم إذا نفيْتُم العُلُوَّ معناه
أنَّكم ردَدْتُم على اللهِ وعلى رسوله، وأبطلتم كلام الله وكلام رسوله، تعالى الله
عن ذلك.
هَذا مذهبهم، إذا أعجزَهُم تكذيب النص، ذهبُوا يؤوّلونه
ويُفسِّرُونه بغير تفسيرِه، وهذا باطل فهم يقولونَ: هذا مجازٌ ليس بحقيقةٍ؛
فنَفْيُ الحقيقةِ عنه تكذيبٌ له بطريقةٍ مُلتَوِيَة، بدلَ أن يقولوا: هذا كَذِبٌ،
وهذا غيرُ صحيح، احتالوا، وذهبوا يُؤَوِّلون بمعانٍ غير مُرادةٍ للهِ ولا رسولهِ،
وهذا هو التكذيبُ، فيقولون: ينزلُ ربُّنا إلى سماءِ الدُّنيا، يعني ينزل أمرهُ،
نقول لهم: هل أمرُه يقول: مَن يسألني فأُعْطِيَهُ، مَن يستغفرني فأغفِرَ له، مَن
يدعوني فأستجيبَ له؟ هل الأمرُ يتكلَّمُ، ويقول هذا؟ أم الله جل وعلا.
***
الصفحة 3 / 445