قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا رأيتَ الرجُل يَذكر ابنَ أبِي دُؤَادٍ، وبِشرًا المِرِّيسيَّ،
وثمَامَةَ، أو أبا هديلٍ، أو هِشامًا الفوطِيَّ، أو واحدًا من أتباعِهم، وأشياعِهم،
فاحذرْه فإنه صَاحِب بدعةٍ، فإن هؤلاء كانوا على الرِّدَّة، واترُك هذا الرجُل الذِي
ذكرَهم بخيرٍ، ومن ذكرَ منهم.
**********
قولُه: «وإذا رأيتَ الرجُل يذكُر ابنَ
أبِي دُؤَادٍ، وبِشرًا المِرِّيسيَّ، وثمَامَةَ، أو أبا هديلٍ، أو هِشامًا
الفوطِيَّ» إذا رأيتَ الرجُل يُثني على أهلِ الشرِّ وعُلماء الضَّلال، مِثل
هؤلاء الذِين هم أَفْرَاخ الجَهمية؛ فاعلمْ أنه فاسقٌ وأنه فاسدٌ وأنه ضالٌّ؛ لأنه
لم يَمْدَحْهم إلا لأنه يُحِبّهم ويُسَوِّغ طَريقتهم.
وإذا رأيتَ الرجُل يَمدح أهلَ السنَّة مِثل الإمَام أحمدَ، وابن المُبارك؛
وكذلك يمدحُ علماءَ التابعينَ ومن جَاء بَعدهم فاعلمْ أنه صَاحب خيرٍ؛ لأنه ما
مَدح أهلَ السنَّة إلا وهو يُحب السنَّة والتمسُّك بها.
وهذا يُعطينا درسًا في أن بعضَ الإخوانِ أو بعضَ طلبةِ العِلم يُثني على
بعضِ المُبتدعة أو أصحابِ الأهواءِ والأفكارِ المُنحرفة، ولا ينظرُ إلى أفكارِهم
وإلى اتجاهاتِهم، ويقعُ في أهلِ الخيرِ، ويتنقَّص أهلَ الخيرِ؛ لأنه يَسمع من
أولئك تنقُّصًا لهم ويُصدِّقهم.
فهذا خطرٌ شديدٌ، إذا تنقَّص أهلَ الخيرِ وأهلَ العلمِ وأهلَ السنةِ، ومَدح
أهلَ الأفكارِ المُنحرفة والتوجُّهات المُنحرفة فهذا خطرٌ شديدٌ، ولو لم
يُجَالِسهم، فهذا مِمَّا يُحذِّرنا مما وقعَ فيه كثيرٌ من الناسِ الآنَ.
الصفحة 1 / 199