قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والأَمْرُ بالمعروف، والنَّهْيُ عن المنكر واجبٌ إِلاَّ مَن
خِفْتَ سيفَه أَوْ عصاه.
**********
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ» ([1]) وهذا كما جاءَ بالقُرْآنِ، قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]؛ وكما قال تعالى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، وكما في قولِه تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 71]، بخلاف المنافقين والمنافقاتِ فإِنَّهم بالعكس يَأْمُرُونَ بالمنكرِ ويَنْهَونَ عن المعروفِ نسأَل اللهَ العافيةَ، قال تعالى: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67]، ﴿وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ﴾ يعني: عن الصَّدقة والإِنْفاقِ في سبيل الله، لا يبسطون أَيديهم في النَّفقة وبَذْلِ المعروف؛ لأَنَّهم لا يؤمنون بالله؛ ولأَنَّ المالَ أَحبُّ إِليهم من كلِّ شيءٍ، خلافَ المؤمنين والمؤمناتِ فإِنَّهم يُقِيمُونَ الصَّلاةَ، ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ، ويُطِيعُونَ اللهَ ورَسُولَه، مع أَمْرِهِمْ بالمعروفِ ونَهْيِهِمْ عن المنكرِ، وهذا لأَجْلِ إِقامةِ الدِّين وتَطْهِيْرِ المُجْتَمَع من الفساد.
الصفحة 1 / 199