قال
المُؤلِّف رحمه الله: واعلمْ أن الأهواءَ كُلها رَدِيّة تَدعو كُلها إلى السيفِ، وأَرْدَؤُها
وأَكفرُها الروافِض والمُعتزلة والجَهمية، فَإنهم يُرْدُون الناسَ على التعطيلِ والزندقةِ.
**********
وقوله: «فقُمْ من عِنده ودَعْهُ»
لا تَجْلِس معه؛ لأن بعض الناسِ يَقُول: هذا يَحتَجّ بالقُرآن، فيَغْتَرّ به، وهو
لم يَحْتَجّ بالقُرآن، لأن القُرآن أَمَرَ بالأخذِ بالسنّة؛ فهذا لم يَحْتَجّ
بالقُرآن، إنما يُرِيد التغطِية والتَّعْمِية على الناسِ.
قولُه: «واعلمْ أن الأهواءَ كُلها رَدِية»
الأَهواء: ما خَالف الكِتَاب والسُّنة من المَذاهب والآرَاء والأفكَار، فكُل ما
خَالف الكِتَاب والسُّنة من الآرَاء والمَذاهب والأفكَار والحِزْبِيّات وغَير ذلك
فإنه من الأهوَاء، قالَ تَعالى: ﴿فَإِن
لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ﴾ [القصص: 50]، فهذا
هو واجبُ المُسلم أن يتَّبع ما جاءَ عن اللهِ ورسُوله، ولا يتَّبع ما رَغِبَت فيه
نفسُه، أو قالَ به فلانٌ وعلانٌ.
الواجبُ أن يعرضَ أقوالَ الناسِ على الكِتَاب والسُّنة، فما وافق الكِتَاب
والسُّنة أخذَ به، وما خَالف الكِتَاب والسُّنة تركَه، هذا هو صَاحِب الحَق، أما
الذِي يَذهب مع الناسِ أينما ذَهبوا ويكُون إِمَّعَة ولا يُفكِّر فيما هُم عليه،
ولا يَخْتَبِر ما هم عليه فهذا صَاحِب هوًى، يَتَّبع هَوَاهُ.
قولُه: «تَدعُو كُلها إلى السَّيْفِ»
يعني: أن الأهواءَ تَدعُو إلى الفِتنة، فالحُروب التِي وَقعتْ بينَ المُسلمينَ،
وانشقَاق الكَلِمة، إنما جاءَ عن أصحَاب الأهوَاء من المُعْتَزِلَة والخَوَارِج
وغَيرهم هم الذِين سَبَّبوا الفِتنة.
الصفحة 1 / 199