قال
المُؤلِّف رحمه الله: فمن قَدَّمَ أبا بكرٍ وعُمرَ وعثمانَ وعليًّا على جَميع أصحابِ
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يتكلَّم في الباقينَ إلا بخيرٍ ودَعَا لهم، فقد
خَرَجَ من التَّشَيُّع أوَّله وآخِره.
**********
قولُه: «والخَوَارِج» هم الذِين
يَخرجون على وَلِيِّ الأمرِ بالسيفِ، إذا حصلَ منه خطأٌ لا يَصِل إلى حَدّ
الكُفْر، ويَشُقّون عَصَا الطاعةِ ويُكَفِّرون المُسلمين بالكبائرِ التي دُون
الشِّرك، فمَذهبُهم يتكوَّن من شَيئين:
الأول: الخُروج على وُلاَة أمرِ المُسلمين، وشَقّ عَصَا الطاعةِ.
الثاني: تكفيرُ مُرتكبِ الكبائرِ التي دُون الشركِ، يَحكمُون على الزَّاني بأنه
كافرٌ، وعلى السارقِ بأنه كَافِرٌ، وعلى آكِلِ الرِّبَا بأنه كَافِرٌ، هكذا مَذهب
الخَوَارِج، وهو مَذهب الغُلُوِّ والتَّشَدُّد والعِياذ باللهِ، ويَحملون السَّيْف
على المُسلمين، قالَ صلى الله عليه وسلم: «يَقْتُلُونَ
أَهْلَ الإِْسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ» ([1]) ما عُهِد في
التاريخِ أن الخَوَارِج قاتلُوا الكُفَّار أبدًا، وإنما يُقاتلون المُؤمنين دائمًا
وأبدًا.
قولُه: «فمن قَدَّمَ أبا بكرٍ وعُمر وعُثمان وعليًّا على جميعِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يتكلَّم في الباقينَ إلا بخيرٍ ودَعَا لهم» هذا مَذهبُ أهلِ السُّنَّة والجَمَاعة خِلافًا للشِّيعة، فأَهْل السنَّة والجَمَاعة يُقَدِّمُون: أبا بكرٍ، ثم عُمَر، ثم عُثمان، ثم عليًّا رضي الله عنهم، والشِّيعة يقولونَ: عليٌّ هو الخليفةُ بعد الرَّسُول، وخِلافة الثلاثةِ بَاطلة، ويُكَفِّرون أبا بكرٍ وعُمر.
الصفحة 1 / 199