قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا رأيت الرَّجل يدعو على السُّلطان؛ فاعلم أنه صاحبُ هوًى،
وإذا رأيت الرَّجل يدعو للسُّلطان بالصَّلاح فاعلم أنه صاحبُ سنةٍ إن شاء الله؛ لقول
الفُضَيْل بنِ عِياضٍ: «لو كانت لي دعوةٌ مستجابةٌ ما جعلتها إلا في السُّلطان».
قيل
له: يا أبا علي، فسِّر لنا هذا، قال: «إذا جعلْتُها في نفسي لم تَعُدني، وإذا جعلتُها
في السُّلطان صَلُح، فصلُح بصلاحهِ العباد والبلاد».
فأمرنا
أن ندعو لهم بالصَّلاح، ولم نؤْمَر أن ندعو عليهم وإن جارُوا وظلمُوا؛ لأن ظلمَهم وجورَهُم
على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
**********
هذه العبارة مأثورة عن السلف «وإذا
رأيتَ الرَّجلَ يدعُو على السُّلطان؛ فاعلم أنه صاحبُ هوًى» هذه نزعة خارجية،
ونزعة اعتزالية؛ لأن الخوارجَ والمُعْتزلة هم الذين يَدْعون على ولاة أمورِ
المسْلمين، والواجب العكس أن يدعُوا لهم بالصَّلاح والتَّوفيق؛ لأن صلاحَهُم صلاحٌ
للإسلام والمسلمين، فأنت إذا دعَوْت لهم فإنك تدعو للمسلمين؛ لأن صلاحِ الوالي
صلاحٌ للرَّعية، فهذا منهج السلفِ: الدُّعاء لولاة الأمور بالصَّلاح..
قولُه: «وإذا رأيتَ الرَّجل يدعو
للسُّلطان بالصَّلاح فاعلم أنه صاحبُ سنَّةٍ إن شاء اللهُ»، إذا رأيته يدعُو
لهم بالصَّلاح فاعلم أنه صاحبُ سنةٍ؛ لأن هذا هدْيُ السَّلف مع ولاة الأمور.
الصفحة 1 / 199