×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: ولا يَحِلّ لرجلٍ مُسلم أن يَقول: فُلان صاحبُ سنَّةٍ، حتى يَعْلَم منه أنه قد اجتمعَتْ فيه خِصال السنَّة، لا يُقال له صَاحِب سُنَّة حتى تَجْتَمِع فيه السُّنة كُلها. 

قال المُؤلِّف رحمه الله: قالَ عبدُ اللهِ بن المُبارَك رحمه الله: «أصلُ اثنينِ وسبعينَ هوًى أربعةُ أهواءٍ، فمِن هذه الأربعةِ أَهْوَاء تَشَعَّبَت الاثنانِ وسَبعون هوًى: القَدَرِيَّة، والمُرْجِئَة، والشِّيعَة، والخَوَارِج». 

**********

لا تُزَكِّ الشخصَ وتَمْدَحه إلا عن علمٍ؛ لئلاَّ يَغْتَرّ الناسُ بمدحِك له وهو ليسَ كذلك، فإذا تحقَّقتَ منه ومن طَريقتِه، ومن عِلمه ومن استقامتِه فإنك تُزَكِّيه، أما أن تنبعثَ في مَدحِه وتَزكيتِه وأنت لا تَعلم عنه شيئًا فهذه تزكيةٌ خطيرةٌ تَغُرّ الناسَ بهذا الشَّخْص، فليتَ الذِين يُزكُّون الناسَ يَتوقَّفون عند ذلك، فلا يُزكُّون إلا من تَوَفَّرَت فيه شروطُ التزكيةِ؛ لأن التزكيةَ شهادةٌ، فإذا كَانت التزكيةُ غَير صحيحةٍ صَارت شهادةَ زُورٍ.

قولُه: «قد اجتمعتْ فيه خِصال السنةِ» خِصال السنةِ تَكون في العَقيدة وفي العِلم وفي العَمل وفي الاقتداءِ بالسَّلف الصَّالح، أما أنه لَيس فيه إلا خَصْلة واحدةٌ فلا تَحكُم عليه أنه من أهلِ السنةِ بمُوجَب خَصلةٍ واحدةٍ أو شيءٍ واحدٍ، فكَيْفَ بمَن ليس عِنده شيءٌ منها؟!

قولُ عبدِ اللهِ بن المُبارك: «أصلُ اثنينِ وسبعينَ هوًى أربعةُ أهواءٍ، فمِن هذه الأربعةِ أَهْوَاء تَشَعَّبَت الاثنانِ وسَبعون هوًى: القَدَرِيَّة، والمُرْجِئَة، والشِّيعَة، والخَوَارِج» هذا ذكرَه المُؤلِّف في أوَّل الرسالةِ وشَرَحْنَاهُ هناك. 


الشرح