قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ أَهْل َالعلمِ لم يزالوا يَرُدُّونَ قولَ الجهميَّة،
حتى كان في خلافة بني العَبَّاسِ تكلمتِ الرُّوَيْبَضَةُ في أَمْرِ العامَّة، وطعنوا
على آثارِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأَخذوا بالقياس والرَّأْيِ وكفَّروا مَن
خالفهم.
**********
قولُه: «واعلمْ أَنَّ أَهْلَ العلم لم
يزالوا يَرُدُّونَ قولَ الجهميَّة» الجهميَّةُ سبق تعريفُهم: أَنَّهم أَتْباعُ
الجَهْمِ بنِ صَفْوَانَ الذي نشر المقالةَ القبيحةَ في أَنَّ القُرْآنَ مخلوقٌ،
وجاهز بنَفْيِ أَسْماءِ الله وصفاتِه، وقال بالإِرْجَاءِ، وله مذهبٌ خبيثٌ،
فأَتْباعُه يُسَمُّونَ بالجهميَّة نسبةً إِلى الجَهْمِ، ومن أَشْنَعِ أَقْوالِهم
القولُ بخلقِ القُرْآنِ، ونَفْيُ الأَسْماءِ والصِّفاتِ عن الله سبحانه وتعالى
وتحريفُ كلامِ الله، وكلامِ رَسُولِه بالباطل، فهُمْ أَخْطرُ الفِرَقِ وأَقْبحُ الفِرَقِ؛
ولذلك أَهْلُ السُّنَّةِ وأَهْلُ العلمِ لم يتركوهم بل رَدُّوا شُبَهَاتِهم
وفَندُوا أَقْوالَهم وأَبْطلوها، وهذا موجودٌ في كُتُبِ أَهْلِ العلم، منها: رَدُّ
الإِمام أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ رحمه الله على الجهميَّة وهو موجودٌ مطبوعٌ، ومنها:
رَدُّ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ الدَّارِمِيِّ على بِشْرِ المريسيِّ العنيدِ، وهو
مطبوعٌ أَيْضًا.
ومنها: «بيانُ تلبيسِ الجهميَّة»
لشيخ الإِسْلام ابنِ تَيْمِيَّةَ، ومنها: «اجتماعُ
الجيوش الإِسْلاميَّة على غَزْوِ المُعطِّلة والجهميَّةِ» لابنِ القَيِّمِ.
قولُه: «حتى كان في خلافة بَنِي
العَبَّاسِ» في خلافة المَأْمُونِ من بَنِي العَبَّاسِ حدث الشَّرُّ، وتكلَّم
مَن ليس أَهْلاً للكلام، تكلَّم في العلم والأُصُولِ من ليس أَهْلاً للكلام، وإِذا
تكلَّم الإِنْسانُ في غير اختصاصه فإِنَّ الأُمورَ تفسد، فلابدَّ أَنْ لا يتكلَّمَ
بأُمورِ الدِّين والعلمِ إِلاَّ أَهْلُ
الصفحة 1 / 199