×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: والمسْتُور من بانَ سِتْرُه، والمهْتُوك من بانَ هِتْكُه. 

**********

قولُه: «وكذلك الحرام» الحرام أيضًا بيَّنٌ مما نُصَّ على تحريمه؛ كالميتة والخمر ولحم الخنزير، هذا حرام بيِّنٌ؛ لأن الله حرَّمه.

قولُه: «والمسْتُور من بان سِتْرُهُ، والمهتوك من بانَ هِتْكه» الأصل في المسلم العدالة والخير فلا تُسِئْ به الظَّنَّ؛ لهذا قال جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ [الحجرات: 12]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» ([1]) فلا تظن بمسلمٍ إلا خيرًا ما لم يَظْهر عليه خلاف ذلك، وإذا عثرت له على خطإ فعليك بالسَّتْر، «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ» ([2])، لكن مع النَّصيحة، تستر عليه ولا تفضحه، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النور: 19].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4849)، ومسلم رقم (2563).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2699).