×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: فاللهَ اللهَ في نَفسِك، وعَليْك بالآثارِ وأصحابِ الأَثَر والتقليدِ، فإن الدينَ إنما هو بالتقليدِ، يَعني: للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه رِضوَان اللهِ عَليهم أجمعينَ، ومن قبلَنا لم يَدعُونا في لَبْسٍ فقَلِّدْهم واستَرِحْ ولا تُجاوِز الأثرَ وأهلَ الأثرِ. 

**********

الثاني: قِياس التَّمْثِيل، بأن يُقال: صِفات الخَالِق مِثل صِفات المَخلوق كما تَقُوله المُمَثِّلة، وهذا باطلٌ.

الثالث: قِياس العِلَّة، وهذا من أدلَّة أصولِ الفِقْه، يُستعمَل في المَسائل الفِقهية، وهذا يقولُ به جُمهور أهلِ العِلم.

قولُه: «فاللهَ اللهَ في نَفسِك، وعَليْك بالآثارِ وأصحابِ الأَثَر والتقليدِ» المُراد بالتقليدِ الاتِّباع، وليس هو التقليدُ الذِي عِند المتأخِّرين، بل المُراد به: الاتِّباع والاقتدَاء بأهلِ العلمِ وأهلِ الصلاَح؛ كقَوله تَعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ [التوبة: 100]، وقَوله: ﴿وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ عَلَيۡنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ [يوسف: 38]، فهذا اتِّباعٌ، والتقليدُ الذِي هو بمَعنى الاتِّباع على الحَق محمودٌ، أما التقليدُ الأعمَى الذِي بدُون دليلٍ فهذا هو المَردود، فالتقليدُ على قِسمين:

* تقليدٍ بمَعنى الاتِّباع على الحَقّ، وهذا محمودٌ.

* تقليدٍ من غَير دليلٍ، ومن غيرِ مَعرفةِ ما عَليه المقلَّد من حَقٍّ أو باطلٍ، فهذا هو المَذموم.


الشرح