قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: وأَقلُّ من النَّظر في النُّجوم، إِلاَّ ما تستعين به على مواقيتِ
الصَّلاة، وَالِهٌ عمَّا سوى ذلك، فإِنَّه يدعو إِلى الزَّنْدَقةِ.
**********
النَّظرُ في النُّجوم على قسمين:
القسمِ الأَوَّلِ: الاستدلالُ بها على الحوادثِ الأَرْضيَّةِ وهو ما
يُسمَّى «علمَ التَّأْثير»؛ كهبوبِ
الرِّياح، ونزولِ الأَمْطار، وحدوثِ الأَمْراض، وموتِ فُلانٍ، أَوْ حياةِ فُلانٍ،
هذا تنجيمٌ محرَّمٌ، وهذا مثلُ فِعْلِ قومِ النَّمَرُودِ الذين يعبدون التَّماثيلَ
التي صوَرُها على صُوَرِ الكواكب، وصاروا يعبدونها؛ لأَنَّهم يعتقدون في النُّجوم
أَنَّها تُؤَثِّرُ الحوادثِ، ولا ينسبون هذا إِلى الله جل وعلا، فعملوا
التَّماثيلَ على أَشْكالِها وصاروا يعبدونها من دون الله، فبعث اللهُ خليلَه عليه
السلام فأَنْكَرَ عليهم، دعاهم إِلى توحيدِ الله، وقال لهم: ﴿مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ
أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ﴾ [الأنبياء: 52]، هذا هو التَّنْجيمُ المحرَّمُ
والكُفْرُ والشِّرْكُ، فالتَّنْجيمُ؛ كما قال شيخُ الإِسْلام ابنُ تَيْمِيَّةَ: «هو الاستدلالُ بالأَحْوال الفلكيَّةِ على
الحوادث الأَرْضيَّة» هذا هو التَّنْجيمُ المحرَّمُ، كما يُنشَرُ الآن في بعضِ
المجلاَّت، وبعضِ الجرائِدِ غير الملتزمةِ في صفحة التَّنْجيم والحظوظِ، وقراءَةُ
الكفِّ والفنجانُ وما أَشْبه ذلك، كلُّ هذا من أَعْمال الشَّياطين ومن الشَّعوذة،
وهذا كفرٌ بالله عز وجل، نسأَل اللهَ العافيةَ.
القسمُ الثَّاني: وهو ما يُسمَّى «علم
التسيير»؛ بأَنْ تُعْرَفَ منازلَ القمر، وتُعْرَف مجاري الشَّمْس في السَّنة،
بقصدِ معرفة المواقيت، مواقيت: الزِّراعة والحَرْثِ، ومواقيتِ الصَّلاة، وقتِ
الظُّهْرِ كذا، ووقتِ العصرِ كذا، هذا لا بأْسَ به، قال تعالى: ﴿وَقَدَّرَهُۥ
مَنَازِلَ﴾ يعني: القمرَ
الصفحة 1 / 199