قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا رأيتَ الرجُل يَجلِس مع أهلِ الأَهْوَاء فاحذرْه، وعرِّفْه،
فإن جلسَ معَه بعدَ ما عَلِم فاتَّقِه، فإنه صَاحِب هوًى.
**********
من قَتْلِه، لكنهم عذَّبوه وآذَوْه،
فصَبَرَ على ذلك حتَّى أَيَّدَه اللهُ بالمُتوكِّل ابن المُعتَصِم فقد رفعَ عنه
المِحنة وأكرمَه وأعزَّه، وأظهرَ السنَّة رحمه الله.
وهذه سنَّة اللهِ أن الفَرَج يأتِي بعد الشِّدَّة، ﴿فَإِنَّ
مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦﴾ [الشرح: 5 - 6].
أهلُ الأهواءِ: هم الذِين يَتَّبِعون أهواءَهم ونَزْعَاتِهم، ولا
يَتَّبعون الكِتَاب والسُّنَّة، إنما يَتَّبعون ما تَهْوَاه أَنْفُسهم، فإذا
خالَفَ الكِتَاب والسُّنة أهواءَهم، وتَركوا الكِتَاب والسُّنة، وما وافقَ
أهواءَهم أخذُوه لا عن إيمانٍ به، ولكِن لأنه وافقَ أهواءَهم.
وهذه طريقةُ اليهودِ، فإن اليهودَ إنما يُطيعون الرسلَ فيما وافقَ
أهواءَهم، وما خالفَ أهواءَهم خالفُوا الرسلَ فيه، فإما أن يَقتلوهم، وإما أن
يكذِّبوهم؛ كما قالَ اللهُ تَعالى: ﴿كُلَّمَا
جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ
وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ﴾ [المائدة: 70].
الصفحة 1 / 199