قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ اللهَ -تعالى- دعا الخلقَ كلَّهم إِلى عبادتِه،
ومَنَّ مِن بعدِ ذلك على مَن يشاءُ بالإِسْلام تفضلاً منه.
**********
يقولون: «هذا من النَّظر في آياتِ الله»، يُزيِّن لهم الشَّيْطانُ هذا
الشَّيءَ، ويَخْلُونَ مع المردان، ويحصل منهم شرورٌ، ويزعمون أَنَّهم أَوْلياءُ
الله، وأَنَّهم ليس عليهم حرجٌ فيما فعلوا، انظرْ كيف يصل العبدُ إِلى هذا الحدِّ
والعياذُ بالله، فلا تجلسْ مع هؤُلاءِ.
قولُه: «وطريقُ المذهب» أي: طريقُ
مذهبِ الصُّوفيَّة، يقولون: «اجْعَلْ لك
شيخًا» أي: شيخَ طريقةٍ تسلك على يديه، «الذي
ليس له شيخٌ شيخُه الشَّيْطان» لا بدَّ أَنَّك تتبع لشيخٍ وتبايعه على
الطَّريقة أَنَّك ما تخرج عنها، لهم اصطلاحاتٌ خبيثةٌ فعليك أَنْ تحذرَ منهم،
يدعون النَّاسَ إِلى الخروج من دِيْنِ الله إِلى دِيْنِ الشَّيْطان والعياذُ
بالله.
قولُه: «فإِنَّ هؤُلاءِ كلَّهم على
الضَّلالة» هؤُلاءِ الصُّوفيَّةُ بما فيهم عامتُهم وعلماؤُهم ومريدُوهم
ومشايخُهم، كلُّهم على ضلالةٍ، إِلاَّ من عمِل بالسُّنَّة، فهذا على الحقِّ.
المُؤَلِّفُ رحمه الله يقول: «واعلمْ»
أَيُّها المسلمُ يا طالبَ العلم، وتنبَّه إِلى أَنَّ اللهَ خلق الخلقَ كلَّهم
لعبادتِه، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، هذا من ناحية الإِخْبار، ومن ناحية
الأَمْرِ؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ
٢١ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ
ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ
لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾ [البقرة: 21- 22]،
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ
الصفحة 1 / 199