قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا أردتَ الاستقامةَ على الحَقّ وطريقِ أهلِ السنةِ قَبلك،
فاحذَر الكلامَ، وأصحابَ الكلامِ والجدالِ والمِراء والقِياس والمُناظرة في الدينِ،
فإن استماعكَ منهم وإن لم تَقْبَل منهم يَقْدَح الشكَّ في القلبِ، وكَفى به قبولاً،
فتَهلك، وما كانتْ زندقةٌ قَطُّ، ولا بِدعة، ولا هوًى، ولا ضَلالة، إلا من الكَلام
والجِدال والمِراء والقِياس، وهي أبوابُ البدعةِ، والشُّكوك والزندقَة.
**********
لأنه قد كَثُر الضعفاءُ في
الروايةِ، وكَثُر الكَذِب في الروايةِ، هذا في حَقّ من يَعرِف علمَ الحَدِيث، أما
من ليس كَذلك فإنه يَرجِع إلى كُتب السنةِ الصحيحةِ.
قولُه: «فتنظُر فإن كانَ صَاحِب سنةٍ له
معرفةٌ صَدوقًا كتبتَ عنه وإلا تركتَه» هذا بيانٌ لقَوله: «إن هذا العلمَ دينٌ» انظر فيمَن تتعلَّم
عليه وتَروي عنه الحَديث فإن رأيتَه صاحبَ سنةٍ واستقامةٍ فاكتبْ عنه الحَديث
وارْوِه عنه، وإن كانَ بخِلاف ذلك فلا تأخُذ عنه الحَديث، لأن هناك من يُحدِّث عن
رسولِ اللهِ وهو كذابٌ، وما أكثرَ الوَّضَاعِين، هذا من حيثُ روايةُ الحديثِ
بسَنَدِه، أما من حيثُ نقلُ الحديثِ فارجعْ إلى كُتب السنةِ الصحيحةِ.
قولُه: «وإذا أردتَ الاستقامةَ على
الحَقّ وطريقِ أهلِ السنةِ قَبلك، فاحذَر الكلامَ، وأصحابَ الكلامِ» من فِتن
أهلِ الضلالِ أنهم جَلَبُوا عِلم الكلامِ والجَدَل وعِلم المَنْطق، وجَعلوه هو
الأدلَّة والبَراهين التِي يَعتمدُون عليها في عَقيدتهم، وتَركُوا الكِتَاب
والسُّنة، لأنها لا تُفِيد اليقينَ عندهم، وأدلَّة المَنْطِق وعِلم الكَلام عندَهم
أدلةٌ يقينيةٌ وبراهينُ قطعيةٌ.
الصفحة 1 / 199