قال
المُؤلِّف رحمه الله: ومن لم يَشهدْ لمَن شهدَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالجَنّة؛
فهو صَاحِب بدعةٍ، وضَلالة، شَاكٌّ فيما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
**********
وفي الحَديث: «التَّوْبَةُ تَجُبُّ
مَا قَبْلَهَا» ([1])، فالمُسْلِم بحَاجة
إلى التوبةِ، وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستغفرُ اللهَ ويَتوب إليه في
اليَوم أكثرَ من مائةِ مرةٍ، قال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى
اللَّهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» ([2]) ويُحصِي له أصحابُه
في المَجلس: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ،
أَسْتَغْفِرُ اللهَ» أكثرَ من مائةِ مَرَّةٍ عليه الصلاة والسلام ([3])، وهو رسولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم فكيفَ بغَيره؟!
فنحن بحاجةٍ إلى التوبةِ إلى اللهِ عز وجل، والإنسانُ ليس مَعصومًا: يقعُ
منه ذنوبٌ، ويقعُ منه تقصيرٌ، ويقعُ منه خطأٌ، فهو بحاجةٍ إلى التوبةِ، والحَمد
للهِ أن اللهَ فتحَ لنا بابَ التوبةِ ووعدَنا أن يَقْبَل منَّا وأن يَمْحُو
ذنوبنَا.
قولُه: «ومن لم يَشهدْ لمَن شَهد له
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالجَنة؛ فهو صَاحب بدعةٍ، وضَلالة» الشهادةُ
بالجَنة أو بالنارِ هذا عِند أهلِ السنةِ والجَماعة فيه تفصيلٌ:
فمن شهدَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجنةٍ أو نارٍ شهدنَا له بذلك؛ لأن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4].
الصفحة 1 / 199