قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والمستورُ من المسلمين من لا يَظْهَرُ منه رِيْبَةٌ.
**********
أَمَّا الخروجُ عليه بالسَّيف فهذا
ضررُه على المسلمين، وهذا مذهبُ المعتزلة، والخوارجِ، فإِنَّ أُصولَ المعتزلة:
أَوَّلاً: الأَمْرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن المنكرِ، ويريدون بذلك الخروجَ على
وُلاةِ الأُمور، يقولون: هذا من الأَمْرِ بالمعروفِ والنَّهْيِ عن المنكر.
ثانيًا: التَّوحيدُ، ومعناه: نَفْيُ الأَسْماءِ والصِّفاتِ؛ لأَنَّ إِثْباتَ
الأَسْماءِ والصِّفاتِ شِرْكٌ عندهم.
ثالثًا: العدلُ، ومعناه: نَفْيُ القَدَرِ، يقولون: لو عَذَّبَهم اللهُ واللهُ
قدَّر عليهم المعصيَّةَ يكون ظلمًا لهم.
رابعًا: المنزلةُ بين المنزلتين، وهي أَنَّ مُرْتَكِبَ الكبيرةِ لا يقال: إِنَّه
كافرٌ، ولا يقال: إِنَّه مسلمٌ، بل هو بالمنزلة بين المنزلتين.
خامسًا: إِنْفاذُ الوَعِيْدِ، وهو تكفيرُ مُرْتَكِبُ الكبيرةِ التي دون الشِّرْك.
قولُه: «والمستورُ من المسلمين من لا يظهرُ منه رِيْبَةٌ» الأَصْلُ في المسلمِ العدالةُ، ولا تسئُ الظَّنَّ بأَخِيْكَ المسلمِ، قال اللهُ تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَ لَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ [الحجرات: 12]، وقال عليه الصلاة والسلام: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» ([1]) أَيْ: حديثُ النَّفس، واسْتَعِذْ باللهِ وأَحْسِنِ الظَّنَّ
الصفحة 1 / 199