×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: وإذا سمعتَ الرَّجل يقول: فلانٌ ناصِبِيٌّ؛ فاعلم أنه رافضيٌّ وإذا سمعت الرجل يقول: فلان مُشَبهٌ، أو فلان يتكلم بالتشبيه، فاعْلم أنه جَهْمِيٌّ، وإذا سمعت الرجل يقول: تكلم بالتَّوحيد، واشرح لي التَّوحيد. فاعْلم أنه خارجيٌّ معتزليٌّ، أو يقول: فلان مُجَبِّرٌ، أو يتكلم بالإِجْبار، أو يتكلم بالعدل، فاعلم أنه قدري؛ لأن هذه الأسماء محدثة أحدثها أهل البدع. 

**********

 قولُه: «وإذا سمعت الرجل يقول: فلانٌ ناصِبِيٌّ» النَّواصب هم الذين يُبْغضون أهل البيت، والروافض يَتْهمون أهل السُّنة بأنهم يُبْغضون أهل البيت، ومن يُبْغِض أهل البيت فهم نواصبٌ. «فاعلم أنه رافضيٌّ»؛ لأن هذا مذهب الروافض، حتى أنهم جعلوا الصَّحابة نواصب؛ لأنهم- بزعمهم- يُبْغضون أهل البيت واغتصبوا منهم الخلافة، هكذا يقولون قبَّحَهم الله، فالذي يقول: إن الصَّحابة نواصب أو إن أهل السُّنة نواصب هذا دليلٌ على أنه من الروافض، وأهل السُّنة لا يُبْغضون أهل البيت، بل إنهم يُحبُّونهم ويحترمونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يَغْلُون فيهم غلُوَّ الروافض، ويتخذونهم أربابًا من دون الله، ويعتقدون فيهم العِصْمة؛ كما يعتقد الشيعة العِصْمة لأئمتهم يُسمُّونهم «الأئمة المعصومين»، أهل السُّنة لا يعتقدون لهم العِصْمة ولا يَغْلُون فيهم، وإنما ينزلون منزلتهم، يحبُونَهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبونهم لإيمانهم، فهم يحبونهم لأمرين: الإِيمان والقَرَابة، أما إذا وجدت القرابة ولم يوجد الإيمان فإنهم لا حبَّ لهم، فأبو لهب عم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وهو في النار؛ لأن مجرد القرابة لا يكفي إلا مع الإيمان.


الشرح