×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ - رحمك الله - أَنَّه لا يحلُّ مالَ امْرِئٍ مسلمٍ إِلاَّ بطيبةٍ من نفسِه، وإِنْ كان مع رجلٍ مالُ حرامٍ فقد ضمنه، لا يحلُّ لأَحدٍ أَنْ يأْخذَ منه شيئًا إِلاَّ بإِذْنِه، فإِنَّه عسى أَنْ يتوبَ هذا فيريد أَنْ يَرُدَّهُ على أَرْبابِه فأَخَذْتَ حرامًا. 

**********

وقد ظهرتْ أَشْرِطَةٌ من بعضِ الجُهَّالِ فيها هذه الأُمورُ، وما جرى بين الصَّحابة، وأَخْرَجَها بأَشْرِطَةٍ يتداولها النَّاس، فهذا لا يَخْلُو:

* إِمَّا أَنَّه جاهلٌ ولم يدرس العقيدةَ.

* وإِمَّا أَنَّه مُغرضٌ يريد أَنْ يَبُثَّ البُغْضَ لأَصْحابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.

فلْيَحْذَرِ المسلمون من هذه الأَشْرطةِ وأَمْثالِها، ولْيَحْذَرْ من كيدِ الشِّيْعة، وسبِّهم لأَصْحاب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، والْتِماسِ المعايبِ لهم، فلْيَحْذَرِ المسلمُ من هذا؛ لئَلاَّ يكونَ من الهالكين والعياذُ بالله.

قولُه: «واعلمْ رحمك الله أَنَّه لا يحلُّ مالُ امْرِئٍ مسلمٍ إِلاَّ بطيبةٍ من نفسِه» من احترام المسلمين: احترامُ دمائِهم وأَمْوالِهم، واحترامُ أَعْراضِهم؛ لأَنَّ من أَسْلَم فقد حمى بالإِسْلام دَمَه، وحمى مالَه، وحمى عِرْضَه، فلا يجوز التَّعدِّي على المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([1])، وقال في خطبته في حَجَّةِ الوداع: «اعْلَمُوا أَنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، -يعني: يومَ النَّحْر- فِي شَهْرِكُمْ هَذَا -يعني شهرَ ذِي الحِجَّة، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا - وهي مَكَّةُ المشرَّفةُ- » ([2])،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2564).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (167).