قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: فإِنَّه من استحلَّ شيئًا خِلافَ ما في هذا الكتابِ فإِنَّه
ليس يدين للهِ بدِيْنٍ، وقد ردَّه كلَّه؛ كما لو أَنَّ عبدًا آمن بجميع ما قال اللهُ-
عز وجل - إِلاَّ أَنَّه شكَّ في حرفٍ فقد ردَّ جميعَ ما قال اللهُ تعالى، وهو كافرٌ؛
كما أَنَّ شهادةَ: أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ، لا تُقْبَلُ من صاحبِها إِلاَّ بصدقِ
النِّيَّة وخالصِ اليقين؛ كذلك لا يقبَل اللهُ شيئًا من السُّنَّة في ترك بعض، ومن
ترك من السُّنَّة شيئًا فقد ترك السُّنَّةَ كلَّها فعليكَ بالقبول، ودَعْ عنك المماحلةَ
واللَّجاجةَ، إِنَّه ليس من دِيْنِ الله في شيءٍ، وزمانُك خاصةً، زمانُ سوءٍ فاتَّقِ
اللهَ.
**********
قولُه: «فرحم اللهُ عبدًا، ورحم والديه،
قرأَ هذا الكتابَ، وبَثَّهُ، وعمل به، ودعا إِليه» أَيْ: وأَمْثاله من
الكُتُبِ النَّافعةِ، فالكتبُ النَّافعةُ يجب أَنْ تُبَثَّ وتُنْشَرَ، ولمن
بَثَّها ونشرها أَجْرُ نَشْرِ العلمِ، وإِخْراجِ النَّاس من الظُّلمات إِلى النور،
أَكْثرُ النَّاس إِنَّما وقعوا في الضَّلالة؛ لأَنَّهم لم تَصِلْ إِليهم هذه
الكُتُبُ الأَصِيلةُ، وإِنَّما تَصِلُ إِليهم كتبُ أَهْلِ الضَّلال والفِرَقِ
الضَّالة، ويظنُّونَها حقًّا، فلو أَنَّ هذه الكتبَ الأَصِيلةُ اعْتُنِيَ بِها
ووُزِّعَتْ على النَّاس لهدى اللهُ بها من شاءَ من خلقِه.
بعضُ الشُّرَّاح ينقمون على المُؤَلِّفِ ويقولون: هذه تزكيةٌ لكتابه.
ونقول: لا، ليس هذا تزكيةً لكتابه، وإِنَّما هو حَثٌّ على لزوم منهجِ السَّلف
المذكورِ في هذا الكتابِ وفي غيرِه.
الصفحة 1 / 199