قالَ
المُؤلِّف رحمه الله: واعلمْ أن من تَنَاول أحدًا من أصحابِ مُحمَّد صلى الله عليه
وسلم ورضي الله عنهم فاعلمْ أنه إنما أرادَ مُحمدًا صلى الله عليه وسلم وقد آذَاهُ
في قَبْرِه.
وإذا
ظهرَ لك من الإنسَان شَيْءٌ من البِدَع، فاحذَرْه، فإن الذِي أَخْفَى عَنك أَكْثَر
مِمَّا أَظْهَرَ.
**********
قولُه: «واعلمْ أن مَن تَناول أحدًا مِن
أصحَاب مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم » أي: من سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم وتنقَّصَهم فإنه يَسُبّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أصحَابه
وأَعْوَانه وأَنْصَاره، فإذا طعنَ فيهم طَعن في الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، لأن
الرَّسُول هو الذِي جَمَعَهم، وهو الذِي سارَ بهم، وهو الذِي يُدَبّر شُؤونهم.
فهذا طَعْنٌ في الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنه يستصحبُ أناسًا أشرارًا،
فهذا طعنٌ في الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، يقولونَ: الجِبْت والطَّاغُوت أبو
بكرٍ وعُمر، وهذا طعنٌ في الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كيفَ يكونُ صاحِبَاه
ووَزِيرَاه جِبْتًا وطَاغُوتًا، إذًا الرَّسُول لا يفهمُ ولا يعرفُ، نسألُ اللهَ
العافيةَ، الرَّسُول أيضًا يمدحُ الصحَابة ويُثْنِي عليهم إذًا هو لا يَعرِف
حَقيقتهم.
يقُول: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1])، يمدحُهم، فإذًا يكُون الرَّسُول قد غَلِطَ في مَدحِهم والثَّناء عَليهم وهُم أشرارٌ وجِبْتٌ وطَاغوتٌ وكَفَرَة، هذا طعنٌ في الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، بل هذا طعنٌ في القُرآن.
الصفحة 1 / 199