قالَ تَعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18]، قالَ
تَعالى: ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي
سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ﴾ [التوبة: 117]، وقال: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ
تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]،
إذًا هذا قَدْحٌ في القُرآن الذِي أَثْنَى عليهم ومَدَحَهم، فلا يَسُبّ الصحابَة
من في قَلْبِه ذَرَّة من إيمانٍ.
قولُه: «فاعلمْ أنه إنما أرادَ مُحمدًا
صلى الله عليه وسلم وقد آذَاهُ في قَبْرِه» من يَسُبّ الصحَابة فقد آذَى
النبيَّ صلى الله عليه وسلم في قَبْرِه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يَرْضَى أن
يَسُبّ أصحابَه، وقد قالَ اللهُ تَعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ
وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا﴾ [الأحزاب: 57]، فالذِي
يَسُب الصحَابة قد آذَى اللهَ ورسُوله، ولا يكُون هذا خاصًّا في حَياة الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم، بل يُؤذيه وهو في قَبْره بعد مَوْته عليه الصَّلاة والسَّلام،
ومن يَفْعل هذا فهو مَلعُونٌ ﴿لَعَنَهُمُ
ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ﴾نسألُك العَافِية.