قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا رأيتَ الرجُل رَدِيء الطريقِ والمَذهب، فاسقًا فاجرًا صاحبَ
مَعَاصٍ ظالمًا وهو من أهلِ السنَّة فاصحبْه، واجلِسْ معه، فإنه ليس تَضُرّك مَعصِيته.
**********
قولُه: «وإذا رأيتَ الرجلَ رَدِيء
الطرِيق والمَذْهب، فاسقًا فاجرًا، صاحبَ مَعَاصٍ ظالمًا وهو من أهلِ السنَّة
فاصحبْه» مُصاحبتك للفَاسِق السُّنِّي على ما فيه من الفِسْق وفِعل
المَعَاصِي، ومُجالستك له خيرٌ من مُجالستك للمُبتدع؛ لأن العاصيَ يعرفُ أنه عاصٍ،
ويُرجَى أنه يتوبُ بخِلاف المُبتدع فإنه يَعتقد أنه على حَقٍّ، ولا يتوبُ،
فالمُبتدعة لا يتوبونَ في الغالبِ؛ لأنهم يَرَوْن أنهم على حَقٍّ.
فليسَ هذا معناهُ أنك تُجالس العُصَاة، ولكن مَعناه أن مُجالسة العُصاة من
أهلِ السنَّة خَيرٌ من مُجالسة المُبتدعة وإن كَان ظَاهِرهم العِبادة والصَّلاَح،
هذا قَصْد المُؤلِّف رحمه الله، ولا شَكَّ أن البِدْعَة شَرٌّ وأَحَبّ إلى
الشيطانِ من المَعصِية؛ لأن صاحبَ البِدعة لا يتوبُ منها، بخِلاف صَاحِب المَعصية
فإنه يُرجَى أن يتوبَ منها؛ لأنه يَعتَقِد أنها مَعصية ويَخْجَل ولا يُبيِّنها
بخِلاف المُبتدع.
قولُه: «وهو من أهلِ السنَّة فاصحَبْه»
أي: ما لم يَخرُج عن الإسلامِ إنما عِنده كَبَائِر دونَ الشِّرك، وليس عِنده
بِدَع، فمُجالستك له أَخَفّ من مُجالسة المُبتدع، وإن كانَ المُبتدع يُظهر الصلاحَ
والتُّقَى؛ وكما ذكرتُ ليس مَعنى هذا أن الشَّيخ يقولُ لك: جَالِس أهلَ
المَعَاصِي!
وإنما هو يُقارِن بين مَفسدة مُجالسة العَاصِي، ومَفسدة مَجَالِس المُبتدع،
فمَفسدة مَجَالس المُبتدع أَشَدّ من مُجالسة العَاصِي،
الصفحة 3 / 199