قال
المُؤلِّف رحمه الله: ومن جَحَد أو شَكَّ في حرفٍ من القُرآن أو في شيءٍ جاءَ من رسُول
اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ لَقِيَ اللهَ تَعالى مُكَذِّبًا، فَاتَّقِ اللهَ واحذرْ
وتَعاهدْ إيمانَك.
**********
قولُه: «فمن أقرَّ بما في هذا الكِتاب
وآمنَ به واتَّخذه إمامًا، ولم يَشُك في حرفٍ منه، ولم يَجْحَد حرفًا واحدًا؛ فهو
صاحبُ سنةٍ وجَماعة» ما ذُكِر في هذا الكتابِ هو اعتقادُ أهلِ السنَّة
والجَماعة، فلم يَقُل: من لم يَعتقد ما قلتُ، وإنما قالَ: من لم يَعتقد ما في هذا
الكِتاب وهو أصولُ مذهبِ أهلِ السنَّة والجَماعة، فلا مَأْخَذَ عليه في هذا
الكَلام كما ظَنَّه بعضُ القُرَّاء؛ لأنه دَوَّنَ في هذا الكِتاب أصولَ أهلِ
السنَّة والجَمَاعة، فمن أنكرَ شيئًا منها أو أَنْكَرَها فهو ضالٌّ لا شَكَّ.
قولُه: «فهو صاحبُ سنةٍ وجَماعة، كاملٌ
قد اكتملتْ فيه الجَماعة»؛ لأنه اعتقدَ ما عليه أهلُ السنةِ والجَماعة مما
ذكرَ في هذا الكِتاب، وإذا اعتقدَ اعتقادَ أهلِ السنةِ والجَماعة صارَ منهم، ومن
أنكرَ شيئًا من اعتقادِ أهلِ السنةِ والجماعةِ صارَ من المُبتدعة.
قولُه: «ومن جَحَد أو شَكَّ في حرفٍ من القُرآن أو
في شيءٍ جاءَ من رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم » من شَكّ في شيءٍ من القُرآن
ولو في حرفٍ من القُرآن فهو كافرٌ؛ لأنه مُكذِّب للهِ عز وجل، أو شَكّ في شيءٍ من
كلامِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الثابتِ عنه، كأن يَقول: ولو صَحَّ هذا
الحَديث عن الرَّسُول، ولكن أنا لا أعتقدُ ما فيه، أو أَشُكّ أو أَتَوَقَّف فهو
مُكذِّب للرسولِ صلى الله عليه وسلم؛ لأن الواجبَ التصديقُ الجَازم لكَلام اللهِ
وكَلام رسولِه صلى الله عليه وسلم وأن لا يترددَ الإنسانُ أو يتوقَّف في شيءٍ من
ذلك.