×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: وجميعُ ما وصفتُ لك في هذا الكتابِ فهو عن الله تعالى، وعن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وعن أَصْحابِه وعن التَّابعين وعن القرنِ الثَّالثِ إِلى القرنِ الرَّابعِ. 

**********

قال: لا آكُلُ اللَّحْمَ. قال صلى الله عليه وسلم: «وأَنَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1])، قصدُهم الخيرُ، ولكن لا يكفي القصدُ لابدَّ من الاتِّباع مع القصد، لابدَّ من اتِّباع السُّنَّةِ مع القصدِ والنِّيَّةِ الصَّالحةِ، أَمَّا نِيَّةٌ صالحةٌ بدون اتِّباعٍ فإِنَّها لا تنفع صاحبُها.

قولُه: «وجميعُ ما وصفتُ لك في هذا الكتابِ فهو عن اللهِ تعالى» جميعُ ما ذُكِرَ في هذا الكتابِ من أُصولِ الاعتقاد فإِنَّه مأخوذٌ من الكتابِ والسُّنَّةِ، ما أَتى المُؤَلِّفُ بشيءٍ من عندِه رحمه الله، بل بما كان عليه سلفُ هذه الأُمَّةِ، ولا أَحْدَثَ قولاً من عندِه، وإِنَّما هو حكايةٌ لما في الكتابِ والسُّنَّة وما عليه سلفُ هذه الأُمَّةِ فهو يصف الطَّريقَ السَّليمَ الذي من سلَكه نَجَا بإِذْنِ الله.

قولُه: «وعن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »؛ لأَنَّه مُسْتَنِدٌ: إِمَّا إِلى القُرْآنِ الكريمِ، وإِمَّا إِلى السُّنَّةِ النَّبويَّةِ، فهو عن اللهِ وعن رَسُولِه.

قولُه: «وعن أَصْحابِه وعن التَّابعين»؛ وكذلك أَيْضًا ما ذُكِرَ في هذا الكتابِ؛ فهو عن القرون المفضَّلة التي أَثْنى عليها الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، قال: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» قال الرَّاوي عِمْرَانُ ابنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه: «لاَ أَدْرِي ذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَة» ([2])،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1401).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3450)، ومسلم رقم (2535).