×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: وقِفْ عِند مُتشابِه القُرآن والحَدِيث ولا تَقِسْ شيئًا. 

**********

«وعليكَ بالآثارِ» يَعني: الْزَمِ السنَّة والأحاديثَ.

قولُه: «فإن الدينَ إنما هو بالتَّقليد، يعنِي: للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحَابه رضوانُ اللهِ علَيهم أجمعينَ» وهَذا هو الاتِّباع.

قوله: «ومن قَبْلَنا لم يَدعُونا في لَبْسٍ» من قبلَنا من القُرون المُفضلة والأئمَّة لم يَدعُونا في لَبْسٍ من دِيننا، بيَّنوا لنا هذا الدِّين وأصَّلُوه وحرَّروه، فما عَلَيْنا إلا أن نتَّبعهم في ذلك ونَسِير على مَنهجِهم؛ لأنهم لم يُقصِّروا في بيانِ هذا الدِّين وتَأصيله، ونَفْي البِدَع، والشَّوَائِب التي أُلْحِقَت به، وجدَّدُوه ووضَّحوه رحمَهم اللهُ.

قولُه: «فقَلِّدْهم واسْتَرِحْ» لا تكلِّف نفسَك فقد كُفِيتَ، فإنك على حَقٍّ إذا قَلَّدتَهم.

قولُه: «ولا تُجاوِز الأثرَ وأهلَ الأثرِ» لا تُجاوِز الحديثَ وأهلَ الحديثِ فإنهم على الحَقّ، وهم الفِرْقَة الناجيةُ، لما سُئِل الإمامُ أحمدُ رحمه الله: من هُم الفِرْقَة النَّاجِية؟ قال: «إن لَم يكُونوا أصحابَ الحديثِ فلا أَدرِي مَن هُم».

قولُه: «وقِفْ عِند مُتشابِه القُرآن والحَدِيث ولا تَقِسْ شيئًا» قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [آل عمران: 7].


الشرح