×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

من خرج عن هذا المنهجِ فإِنَّه يكون مع أَهْلِ الضَّلال، مع المبتدعة، مع المعتزلة، مع الجهميَّة مع الفِرَقِ الضَّالةِ، قال - جل وعلا -: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ [يونس: 32]، فلا بدَّ أَنَّ الإِنْسانَ يعرف الحقَّ أَوَّلاً، وما عليه سلفُ الأُمَّة، لا ينظر إِلى كثرةِ المذاهب، وكثرةِ الأَقْوال، وإِنَّما ينظر إِلى شيءٍ واحدٍ هو ما عليه سلفُ هذه الأُمَّة؛ كما قال الإِمامُ مَالِكٌ رحمه الله: «إِنَّه لا يُصْلِحُ آخِرَ هذه الأُمَّةِ إِلاَّ ما أَصْلَحَ أَوَّلَها»، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ [التوبة: 100]، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي، فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1])، فإِذا الْتَبَسَتْ علينا الأُمُورُ، وكثُرت الدَّعايَاتُ فالحمدُ لله؛ المَخْرَجُ موجودٌ وهو اتِّباعُ الكتابِ والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ هذه الأُمَّة، كلٌّ يدَّعي أَنَّه على الكتابِ والسُّنَّةِ، ما الذي يفرق بيننا وبينهم؟ الذي يفرق بيننا هو منهجُ السَّلف؛ لأَنَّ السَّلفَ هُمُ الذين فهموا الكتابَ والسُّنَّةَ وساروا عليهما، فنحن نتَّبع السَّلفُ الصَّالحُ، هذا هو الفرقُ بيننا وبين أَهْلِ الضَّلال والفِرَقِ المُنْحرفةِ، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلاَّ وَاحِدَةً».


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46)، وأحمد رقم (17144).