قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى
مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]) الحقُّ واضحٌ،
والطَّريقُ واضحٌ لمن طلب النَّجاةَ، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ
بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ
هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ
مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤﴾ [طه: 123، 124].
قولُه: «خلافًا لما في الكتاب» يعني:
خلافًا لما في هذا الكتابِ من أُصول العقيدة وليس من كلامه هو، وإِنَّ ما في هذا
الكتابِ إِنَّما هو من كلامِ الله وكلامِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم وكلامِ
السَّلف الصَّالحِ، هذا الذي في هذا الكتابِ.
قولُه: «ليس يَدِيْنُ للهِ بدِيْنٍ»؛
لأَنَّه على منهج أَهْلِ الضَّلال، من خالف الكتابَ والسُّنَّةَ ومنهجَ السَّلف هو
على منهجِ الضَّلال.
قولُه: «كما لو أَنَّ عبدًا آمَنَ بجميع ما قال اللهُ عز وجل إِلاَّ أَنَّه شكَّ في حرفٍ» لا بدَّ من الإِيْمان بالكتاب كلِّه، وبالسُّنَّةِ التي كان عليها الرَّسُولُ وأَصْحابُه كلُّها، أَمَّا من آمن ببعضِها، ولم يؤمنْ بالبعض الآخَر منها فإِنَّه كافرٌ بالجميع؛ كما قال تعالى: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]، فالذي لا يأْخذ من الكتابِ والسُّنَّةِ إِلاَّ ما يوافق هواه، ويترك ما خالف
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والمروزي في «السنة» رقم (59)، والطبراني في «الكبير» رقم (62).