×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

أما من لم يأتِ دليلٌ على أنه في الجَنة أو أنه في النارِ، فنحن لا نَشهد بجنةٍ أو بنارٍ لأحدٍ، بل نَرجو للمُحسِن ونَخاف على المُسِيء، هذا من حَيثُ الأفرَاد.

أما من حَيث العُموم فنحن نعتقدُ أن المُؤمنين في الجَنة، وأن الكُفار كُلهم في النارِ، من حيثُ العُموم، أما من حَيث الأفرَاد فلا بُد من التفصيلِ فنحن لا نَجزمُ لأحدٍ بجَنةٍ أو نارٍ إلا بدليلٍ من الكِتَاب والسُّنة.

وقد شهدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأناسٍ من الصحَابة أنهم في الجَنة فنحن نَقطعُ أنهم من أهلِ الجَنة بأعيانِهم وأشخاصِهم وهم: العَشرةُ المَشهود لهم بالجَنة، الخُلفاء الأربعَة: أبو بكرٍ وعُمر وعُثمان وعليٌّ، وطَلحةُ، والزُّبَيْر، وسعدُ بن أبِي وقاصٍ، وسَعيد بن زَيْد بن عَمرو بن نُفَيل، وأبو عُبَيْدة بن الجَرَّاح، وعَبد الرحمنِ بن عوفٍ رضي الله عنهم، هؤلاءِ شهدَ لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهم من أهلِ الجَنة.

فنحن نُؤمِن بذلك، ونَقطعُ أنهم من أهلِ الجَنة بأعيانِهم، ونُؤمِن بأن الصحابةَ كُلهم في الجَنة الذِين مَاتُوا على الصُّحْبَة ولم يَرْتَدُّوا أنهم في الجَنَّة؛ لأن اللهَ- جل وعلا - قالَ: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ [الفتح: 18]، وقالَ: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 100].


الشرح