×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

 فصحابةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلهم في الجَنَّة بشَهَادة اللهِ سبحانه وتعالى، وخصَّ منهم العَشرة، وأَهل بَيْعة الرِّضْوان وأَهْل بدرٍ الذين وَرَدَ لهم فضلٌ خاصٌّ، والذين آمنُوا وأنفقُوا قبلَ فتحِ مَكَّة أَعْظَم درجةً من الذِين أنفقُوا من بعدُ وقَاتلوا.

فالذِين أسلمُوا قَبل الفتحِ هَؤلاء أَفْضَل من الذِين أسلمُوا بعدَ فتحِ مَكَّة، الصَّحَابة يَتَفاضلُون بلا شَكٍّ، ولكن كُلّهم رضي الله عنهم وأَرْضَاهم ولا أحدَ يَطعنُ في صحابيٍّ من صَحابةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا أَهْل الأهواءِ وأَهْل البِدَع من الخَوارِج والرَّافِضَة وغَيرهم.

فالذِي يَطعن في الخُلفاء الراشدينَ: أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ رضي الله عنهم ويَصِفهم بالظُّلْم، ويَصِف أبا بكرٍ وعمرَ بأنهما صَنَمَا قريشٍ وأنهما الجِبْت والطَّاغُوت، هذا أعظمُ ضلالاً من اليَهُود والنَّصَارى.

اليَهُود والنَّصَارى لا يَقُولون هذا في صَحَابة رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهم يَهُود ونَصَارى، وهَؤلاء يَدَّعُون الإسلامَ ويَقُولون هذه المَقالة الشَّنِيعة، ولو قِيل لليَهود والنَّصَارى: من خَيْرُكم؟ قالُوا: أصحابُ موسَى، ولو قِيل للنصَارى: من خَيرُكم؟ قالوا: أصحابُ عِيسى، وهَؤلاء لو قِيل لهم: من شَرُّكم؟ قالوا: صحابةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نسألُ اللهَ العافيةَ، فهذه مسألةٌ خطيرةٌ جدًّا.


الشرح