﴿لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ
وَٱلۡحِسَابَۚ﴾ [يونس: 5]، وقال: ﴿وَجَعَلۡنَا
ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ
ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ
وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ
تَفۡصِيلٗا﴾ [الإسراء: 12]، وقال: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189].
فعِلْمُ التَّسْيِيْرِ لا بأْسَ به؛ لأَنَّ فيه فوائِدُ وليس فيه اعتقادٌ
سيِّءٌ، أَمَّا عِلْمُ التَّأْثير وهو الاستدلالُ بالنُّجوم لغير ذلك فهذا حرامٌ
وشِرْكٌ، الاستدلالُ بها على الحظوظِ والنُّحوسِ والخيرِ والشَّرِّ هذا شِرْكٌ
بالله عز وجل؛ ولهذا يقول قتادة: «خَلَقَ
اللَّهُ النُّجُومَ لِثَلاثٍ، جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا
لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلامَاتٍ لِيَهْتَدُوا بِهَا، فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا
بِغَيْرِ ذَلِكَ أَخْطَأَ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لاَ
عِلْمَ لَهُ بِهِ» ([1]).
فاللهُ خلقَ النُّجومَ لثلاثِ فوائِدَ:
الفائِدةِ الأُوْلىَ: زينةٌ للسَّماءِ، قال تعالى: ﴿وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا
بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ﴾ [فصلت: 12].
الفائِدةِ الثَّانيةِ: رجومًا للشَّياطين، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ
فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ مُّبِينٞ﴾ [الحجر: 18].
الفائِدةِ الثَّالثةِ: علاماتٌ يُهْتَدَى بها في الأَسْفار، قال
تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ﴾ [الأنعام: 97].
هذه الفوائِدُ من النُّجوم، أَمَّا الذي يعتقد فيها أَنَّها تُؤَثِّرُ في الحوادث، وأَنَّ طلوعَ النَّجْمِ الفُلانيِِّ وقتُ سعادةٍ،
([1]) أخرجه: البخاري معلقا (3/1168).