×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

وطلوعَ الثَّاني وقتُ شقاءٍ، فهذا كفرٌ بالله عز وجل، وقال تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ ٧٨لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ ٧٩تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٠أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ ٨١وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ ٨٢ [الواقعة: 75- 82]، أَيْ: تنسبون الرِّزْقَ إِلى النُّجوم وطلوعِها وغروبِها، وقد صلَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأَصْحابِه صلاةَ الصُّبْح بالحُدَيْبِيَّةِ قريبًا من مَكَّةَ، صلَّى بهم الفَجْرَ في الحُدَيْبِيَّةِ على إِثْرِ سماءٍ كانت باللَّيل، ثم انصرف من صلاتِه صلى الله عليه وسلم فقال كما في الحديثِ القُدْسِيّ: «قال اللهُ تعالى: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ، وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ، وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» ([1]) فالمطرُ ليس من تَأْثيرِ النُّجوم، طلوعِها وغروبِها، وإِنَّما إِنْزالُ المطرِ من اللهِ جل وعلا هو الذي يُنزِّله ويُقدِّره ويُسيِّره ويحبسه إِذا شاءَ، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ [الشورى: 28]، وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ [لقمان: 34]، خمسةُ أُمورٍ لا يعلمها إِلاَّ اللهُ، ومنها إِنْزالُ الغَيْثِ لا يعلمه إِلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، فالذي ينسبه إِلى غيرِ الله مُشْرِكٌ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (810)، ومسلم رقم (71).