الاختصاصِ وأَهْلُ العلمِ،
فلا يصبح الأَمْرُ فوضى كلٌّ يتكلَّم ويدَّعي العلمَ؛ كما هو موجودٌ الآن من
المتعالمين الذين يَجْتَرُّونَ مسائِلَ العقيدة ويتكلَّمون فيها، تكلَّموا في
الإِيْمان وحقيقةِ الإِيْمان، وتكلَّموا في أَشْياءَ وهُمْ ليسوا في العير ولا في
النَّفير، ليس عندهم علمٌ، ولا تعلَّموا على العلماءِ إِنَّما تعلموا على
أَنْفُسِهم، واعتمدوا على فَهْمِهم، وصاروا يُقعِّدون قواعدَ من عندِهم ومن
فَهْمِهم، فالأَمْرُ خطيرٌ جدًّا.
قولُه: «تكلَّمتِ الرُّوَيْبَضَةُ في
أَمْرِ العامَّة» هذا في الأَثَرِ، «إذا
تكلمت الرويبضة» يعني من علامات السَّاعة أَنْ يتكلَّمَ في أَمْرِ العامَّة من
ليس معروفًا بالعلم، هذه هي الرويبضة وتكلُّمهم من علامات السَّاعة، فلا يصلح أَنْ
يتكلَّمَ في أَمْرِ العامَّة والمسائِلِ العامَّة إِلاَّ أَهْلُ العلم الرَّاسخون
في العلم، لا يتدخَّل فيها كلُّ واحدٍ؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا
جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ
رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ
يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [النساء: 83]، فالأُمورُ العامَّةُ للأُمَّة لا يتكلَّم
فيها إِلاَّ أَهْلُ الاختصاص.
قولُه: «وطعنوا على آثار رَسُولِ الله
صلى الله عليه وسلم » تدخَّلوا حتى في الأَحاديثِ يَجْرَحُونَ فيها،
ويُؤَلِّفون مُؤَلَّفاتٍ ويُصحِّحون ويُضعِّفون وهُمْ ما عرفوا بالعلم ولا تعلَّموا
وليسوا من رُوَاةِ الحديث ولا من أَئِمَّةِ الحديث، فهُمْ رويبضة قامتْ وصارتْ
تتكلَّم في أَخْطرِ شيءٍ وهو علمُ الحديث وعلمُ الرِّواية.
قولُه: «وأَخذوا بالقياس والرَّأْيِ
وكفَّروا مَن خالفهم» المرادُ بالقياس هنا: القياسُ الباطلُ، أَمَّا القياسُ
الصَّحيحُ فهذا من أُصُولِ الأَدِلَّةِ